السادس عشر من مارس بتاريخ الأميرة
روسيا -موسكو-
قصر الجينوفاز
"يقال الأرواح تألف بعضها لأنها خلقت من معدن واحد... لدرجة أنها تصبح كالمرايا أمام بعضها البعض... نفس الإنعكاس و نفس الإنتماء حتى انهما بنفس تخطيط القدر..."
الساعة 00:00 منتصف الأحداث...
بعد الألم المضني...غادر الحاضر و أتى المستقبل مكانه مهرولاً ليضحي ماضياً طي الألم و الذاكرة... يحمل ما يحمل ليكون الآن كلطخة حبر لن تزول...
ليلة إلتقت بأختها عند المنتصف... تقسم الحاضر و المستقبل... الليل و النهار... الأحزان و الأفراح... حاملة معها تناقضات تشاركها كل فرد من هذه القلعة... فهناك من كان للسرور ملجأ كليام الذي عاد من مهمته و نشوة القتل لم تكتفي بمنظر الدماء كرسم لها بل عملت سوداويتاه على أن تشع معيدة المشاهد مرارا و تكرارا في عينيه كما لو كانت مطبوعة في جفونه أساساً كلما أسدلها ذكرته فأحيت حبه المرضي للقتل...
و هناك من غطته الأتراح من كل صوب ما جعل السعادة تبدو كمخلوق خرافي من الجنة و هو آثم لن تضمه إلا شياطين الجحيم كأماردا التي دلكت جسر أنفها بعد أن أنهك من ثقل النظارات الطبية التي تتكئ عليه عكس الوقت التي لم ينهك من سحب نفسه على ظهر سلحفاة عجوز...
و للمرة التي لا يمكنك عدها تسللت أنظارها إلى الخارج أين كانت الباحة الأمامية لا تضم إلا بضع عيون تظهر جديتها في مواكبة أصغر تغيير في إتجاه نسمة عابثة... مع الكثير من الحياة التي غابت مع غياب الشمس في أركان هذه القلعة...
لكن لم يكن للغياب سبيل حينما يصل الأمر لمنظر نتاليا العالق في رموش عيناها اين جلب معه الخوف و الذي لم يكن شعورا عايشه أي فرد من أفراد هذه العائلة قبلا...
صدقا كان مشهد الدماء مفزعا و هو يتسلل منها نحو قميص كريستان الابيض الذي عانق بشرتها الندية... و ما يثير الهلع أكثر كونها لم تكن بشخص ستندفع الدموع منها في اول نكبة ما رسم لأماردا كمية الألم التي كانت تعايشه...
حقا لم يكن هينا عليها أن ترى شبح صغيرها يتسلل من بين أناملها و هي غير قادرة على إمساكه... أن ينظر لها ملوحا و سعادتها تصرخ مودعة...
على إثر ذلك لم يعد الإنتظار مشبعا لصبرها لينتزعه القلق الذي هاجم على هاتفها يرن على أحد الأرقام و لم تكن إلا ثوان حتى إستمعت لصوت كريستان الذي تردد مع نحيب خفيف في خلفيته...
أنت تقرأ
between angels and demons (بين الملائكة و الشياطين)
Short Storyرفع الستار و قد بدأت رحلتنا : و كما يخط الفنان فنه فوق مسرحه... تخط الخطيئة خطواتها داخل مسرح البشر... أين القلوب تغير إيقاعها في كل حين و القدر يصفق... لكن ماذا عن راقصة ترقص بين عالمين إثنان... حملت من الفن و الخطيئة ما جعل جمع الاضداد ممكنا... و...