الحادي عشر من مارس بتاريخ الحقيقةإيطاليا -روما-
' إن كانت الذكريات إلى هذه الدرجة مؤلمة فلما نتذكر؟!'
الساعة 11:00 صباحا...
عندما تلتهمك الذكريات...كل الذكريات سعيدة لكنها تضحي سيوفا تطعن كل ذرة من نياط قلبك عندما تشحد حدتها بغياب من شاركته الذكرى...
•••
تنفست أنفاسها تحت سماء روما و التي ستكون آخر أنفاس منعمة برائحة الحب مثلها مثل آخر خيوط شمس ستداعب جسدها كآخر دعسات لقدماها في تاريخ شوارعها و سيكون عطر روما آخر راحة لها ستستغني عنها لترحيبها بالظلام...
إبتعدت عيناها عن شارع روما الذي يضج حياة... حياة لا تعلم السوء الذي يتربص براحتهم في وجودها هنا... لتعيدها لذاك الجسد الذي يجلس دخل إحدى طاولات المقهى المتطرف عن أي إكتضاض تشهده هذه المدينة في أوقات ذروة سياحها لتجلس مقابلها مزيلة أي سواد قد يسكن عيناها تعيد فيهما قناع الأميرة...
و مع تقابل خضراوية الأخرى مع كهرمانيتها إبتسمت... كانت ملامحها دافئة رغم شحوبها... لا تزال كما عهدتها ركيزة العائلة و مع أن الشجن قد بدل ربيع خضراويتاها خريفا إلا أنها لم تسمح للمعان من الإختفاء...
إيزابيلا رغم صغر سنها إمتلكت عقلا ناضجا لتجدها سندا لعائلتها في أي عثرت تواجههم... أقرب للمنجذ... لكن في هذه اللحظة بالتحديد كانت هي من تريد لأحد أن ينجذها... و آستريا لم تكن طوق نجاة لأحد مع ذلك ها هي ذي تجلس مقابلها...
بينما تجول خضراويتا إيزابيلا على ملامح الأخرى لتستقر داخل كهرمانيتها تقرأ ما بين السطور فقد قيل قبلا العيون مرآة الروح... لكن في هذه اللحظة كانت نوافذها مغلقة لا يظهر منها حتى بصيص ضوء... بدت عادية جدا... لكن على الرغم من ملامحها المبتسمة كانت نظرتها كفيلة ببث القشعريرة في قلبها...
" كيف حالك؟!..."
تسائلت إيزابيلا بينما رفعت الأخرى كوب الشاي الذي أمامها ترتشف منه القليل لتعيده مرة أخرى إلى مكانه مواجهة نظرات الشك في أن تكون بخير بإبتسامة وديعة تجيب تساؤلها و تطفئ نار الفضول و القلق...
"أنا على أفضل حال... كيف حالك أنت؟!... ماذا عن والديك؟!..."
تنهدت إيزابيلا و كأن سؤالها قد لامس جرحها الذي لا يزال طازجا حتى أن دمائه لم تجف و لن تجف أبدا... تذكرت والدتها التي أضربت عن أكلها لتقتات على ذكريات بيدرو معتكفة غرفته... بينما والدها فقد كان الأفضل في خلق صورة الرجل الذي لا ينكسر لكنه كان فتاتا من الحزن... يختلي بدموعه في ظلمة الليل حينما يظن أن الجفون نامت كي لا تشاهد إنهياره... أما هي فقد كانت أحوالها عاصفة لم ترى يوما جيدا منذ غياب شقيقها... كما لو أن شمسها قد افلت مع غروبه...
أنت تقرأ
between angels and demons (بين الملائكة و الشياطين)
Truyện Ngắnرفع الستار و قد بدأت رحلتنا : و كما يخط الفنان فنه فوق مسرحه... تخط الخطيئة خطواتها داخل مسرح البشر... أين القلوب تغير إيقاعها في كل حين و القدر يصفق... لكن ماذا عن راقصة ترقص بين عالمين إثنان... حملت من الفن و الخطيئة ما جعل جمع الاضداد ممكنا... و...