الصفحة الثامنة : وعد بلفور

44 18 8
                                    

الثاني عشر من مارس بتاريخ سعادة مؤذية

روسيا -موسكو-

'تختفي السعادة خلف ستار الخذلان ليضحي اي خيال مجرد وهم ستستفيق منه بعد كابوس... '

الساعة 14:00 مساءا...
بعد التعاسة...

حتى الالوان المبهجة في وجود الإنكسار تصبح باهتة... تقضم من ساعات يومك حتى لا يتبقى شيء فالأحزان وحش نهم لا يكتفي بيوم او يومين ليزحف إلى مستقبلك...

إلتقت فيروزيتاها بزجاجيتاه المنكسرة... التي بقدر إنكسارها بقدر شجج مشاعرها الغائرة... تنقط بألم نقطة نقطة... لكن خلافه هو هي كانت تملك ضمادة تجعل آلامها تخمد قليلا...

و بإبتعاد زرقاويتاه عنها محدقا بآدريك حتى لاح نظرها لنفس الجهة لكن لم يكن إهتمامها بإبن روسيا بل بتلك التي تزين جسدها بفستان ليلكي أنيق يناسب سنها الذي يلوح في بداية الخمسين بينما تغطي إنكسارها هي الأخرى بغرور من أحجار الألماس التي لم تكن مثيرة للإهتمام كما فعلت زرقاويتاها الكريستالية... لكن كل ذلك لم يجعلها إلا أن تتذكر حديثهما السابق قبل ساعة من الآن حينما كانت هي أماردا جينوفاز و ليس والدة الواقف على مقربة من نهايتها...

قبل ساعة من الآن : =»

يقال المرايا لا تظهر إلا الحقيقة لكنها لم تكن تفعل ففي إنعكاسها الآن كانت تظهر عروس في كامل زفتها لكن في الحقيقة هي كانت تتزين لسجنها... نهايتها ربما لكن فرح هي لا تعتقد ذلك...

تنهدت بضيق مستسلمة لقدرها و ما الذي ستفعله أمام القدر... إلا الإستسلام... لكن هل إتخاذ هذا القرار كان إتباعا للقدر أم أنه هروب؟!...

أنجذت من آبار أفكارها على صوت رسالة تفترس مسامعها لتجد طريقها للسرير أين ألقي هاتفها قبلا ترفعه بفضول لتقرأ محتوى الرسالة... و التي ما لبثت حتى أهدتها دفئا لدواخلها الجامدة...

"و إن غلبك العالم لا تنسي أن ترمي بغلبتك علي سأنجذك... "

إنتظرت لثوان و هي تنظر للنقاط التي تدل على كتابة الطرف الثاني... و الذي لم يطل ليردف في رسالة أخرى جعلت إبتسامتها تتسع بأعين دامعة...

"أتمنى لك زواجا سعيدا رفقته و إن لم يكن أخبريني سأقتل زوجك لتصبحي أرملة سعيدة..."

و قبل أن تكون لها الفرصة في الرد على إيزرا كان صوت الباب هو الذي أحكم إنتباه عيناها و هي تنظر لذاك الجسد الذي يظهر من خلف الباب و لهنيهة ظنت أنها تحلم فلم تتوقع أن تجد والدة كريستان تقف أمامها الآن...

between angels and demons (بين الملائكة و الشياطين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن