•••
العاشر من مارس بتاريخ الحزنLaurentino Cemetery -Rome-
كل شيء زائل... الأصدقاء... العائلة و حتى الحب...
الساعة 10:00 بعد شروق الأتراح...
عندما تتحقق الكوابيس...نرفض الإعتراف أن لكل طريق نهاية و أن كل شخص سيختفي يوما... أن الأيام تقررت قبلا و أن الحياة مهما حاولنا تغييرها فيها سواد و بياض... حياة و موت...
ستتستر هذه الفكرة بروتينك اليومي حتى ما عادت تخالجك لتظن أن الوداع لازال بعيدا... سنستيهن بالموت لمجرد أن اعيننا قد غطت... متناسين أن الساعة قد تصل الى نهاية حبات رملها...
و كما تقلب الساعة لتبدأ... ستقلب لتنتهي...
وجدت أعينها تنتقل بينهم أين تعالت زغاريد الحداد... و نصب الموت خيامه على وجوههم ليغدو الحزن طبقا يتشاركه الحضور أمام جثمانه...
حياة مغادرة و اخرى قادمة... لطالما حملت المستشفيات جانبين ابيض و اسود... موت و حياة... بينما المقابر دائما ما اودعت فيها قلوب الأحياء و اجساد الأموات...
هدوء وسط تلك الأموات... من الآن ستحتضنه تربة المقابر بعيدا عن الأحضان الدافئة... يذكر على شواهد القبور تاريخ بداية قصته و نهايتها... لتعرض على كل مار به ليس إشهارا لحياته القصيرة بل تذكيرا أن لا أحد يعلم متى ستعود إلى اصلك... من التراب خلقنا و إلى التراب نعود...
رتل القس صفحات من الإنجيل قبل أن يشير للرجال بنقل جثمانه داخل قبره أين تعالت اصوات النحيب مما جعل آستريا تغلق جفونها لثوان قبل أن تعيد تركيزها عليهم... تقبض على طرف ثوبها الأبيض و كل ما يجول داخلها أنها ليست مستعدة بعد لوداعه كحال الجميع هناك... لكنه حان الوداع...
رفع الجميع رأسه لسماء روما الناحبة على وداع شاب في ربيع عمره... تسقي تربة قبره بدموعها... تشارك أفئدة هوت في أخاذيذ من الشجن و الجوى لروح غادرت دون عودة...
الموت بحضوره توجم الطبيعة... تختبئ الكلمات و تختلي الدموع بنفسها... لا أحد يقف في وجهه مخلفا بذلك ارتجاف أرواحا هائمة و رفات قلوب اهلكها الجشن... كمدا دائما لا يحيل...
عادت مجددا انظارها ناحية والدته التي لولا إيزابيلا التي لفت ذراعها حول كتفيها لرمت نفسها مع تابوته... كانت تلك المشاهد تتابعها آستريا من بعيد تقف خارجا... تنظر إلى قبره المفتوح الذي يجلس بجانب جثمانه... و بصوت هامس شاركته وداعها الأخير...
أنت تقرأ
between angels and demons (بين الملائكة و الشياطين)
Short Storyرفع الستار و قد بدأت رحلتنا : و كما يخط الفنان فنه فوق مسرحه... تخط الخطيئة خطواتها داخل مسرح البشر... أين القلوب تغير إيقاعها في كل حين و القدر يصفق... لكن ماذا عن راقصة ترقص بين عالمين إثنان... حملت من الفن و الخطيئة ما جعل جمع الاضداد ممكنا... و...