الصفحة الحادية عشر : أزاليا

37 11 2
                                    

السابع عشر من مارس بتاريخ الأزاليا

مطار كيرنز الدولي أستراليا

"أغلب الأزهار جميلة إلى أن تؤذيك أشواكها..."

الساعة 13:00 مساءا...
عندما ينتقل الجمال من الإبهار إلى الخطورة...

غالبا ما ترمز الورود و الازهار الجميلة إلى الحب و الجمال و الألفة... تهدى لتود شخصا ، تعبر بها عن شعور جميل يخالجك... و زهور الأزاليا بجمالها و رقي ألوانها لطالما رمزت إلى البدايات الجديدة والولادة الجديدة... و وفقا للأساطير الفوكلورية اليابانية زهرة الأزاليا ترمز للجمال و النقاء حيث بدأت بأسطورة الأميرة ازاليا التي ولدت من اتحاد بشري و حاكم...اسرت الجميع بجمال غطاءها الأبيض و زهور الأزاليا التي زينت رأسها... بالمقابل كانت رمزًا من رموز الحب في اساطير اليونان... حيث ظهرت الزهور من الدموع التي ذرفتها أفروديت عندما كانت في حداد على فقدان عشيقها أدونيس... و مع ذلك رغم جمال معناها تحمل زهور الرقة هذه معنى آخر مختلف... الحذر...

°°°

ماذا لو كانت الأزاليا شخصا؟!!...

لكانت تلك التي تنزل بخطواتها الثابتة على سلالم الطائرة بملامح جامدة تخفي أي شعور تبديه عيناها خلف نظاراتها السوداء... و كما رحبت بها أشعة شمس أستراليا الدافئة... رحبت بها جموع البدل السوداء أولئك اللآئي ينتقلون بأنظارهم هنا و هناك متيقظين لأي خطر يترصد سيدتهم مع تحاشي النظر جهتها...

كانت لهم كالممنوع المسموح... تراقب لكن لا تقترب... و ككل قانون هناك من يفر من براثنه كتلك الظلال اللآئي بجانبها يرفضون الإختباء كما فعل ظلها بعد أن واجه قرص الشمس...

بملامح شبه آسيوية متماثلة و شعرهما الأسود يتابعهم كما تفعل عيناهما المختلفة واحدة بعيون خضراء قاتمة و أخرى عيون صفراء عسلية... تقدمتا سيدتهما كجدار دفاعي ثاني يحميها من أي خطر قد يفترسها على الرغم من إستحالة ذلك بعد كل تلك الحماية...

خطواتهما ثابتة واثقة تشير للجدية التي تتسلل من هالتهما... بحيث في كل خطوة كانت الرؤوس اليانعة تحييهما حينما تنحني... مع ذلك كان بصرهما لا يختل و لا يميل لأحد إلا لحاجة سيدتهما و لإتجاهها...

و تحت حاجتها أيضا أشارت إحداهما برأسها لأحد الرجال لينصاع لأمر تحدثته العيون و تركته الألسنة... و بذلك يصعد مباشرة لإحضار حقائب تلك التي وقفت مع آخر نقرة لكعبها الأسود تلامس أرض أستراليا...

أرض داعبتها أمواج البحر من كل صوب تحمل في جوفها العديد و العديد من الأسرار و هذه هنا كانت السر الذي جلبته رياح أمريكا...

between angels and demons (بين الملائكة و الشياطين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن