~ 12 ~

194 12 0
                                    

ونزل بسرعه وهو يتوجه لها انحنى لمستواها وهو يساعدها عالوقوف ونطق بربكه
: اختي انتِ بخير ؟
هزت راسها سهام بالنفي وهي تشاهق وتبكي كانها طفله صغيره ترفض فراق والديها ، مو كانها هي اللي بيوم من الايام تركتهم وراحت عنهم
اخذها السايق للسياره وركبها من الخلف وركب جهته ، وسحب علبه المويه وهو يمدها لها
: اشربي اختي
ابتلعت ريقها سهام وهي تشرب مويه دفعه وحده على وعسى بشربها لها تنطفي النار اللي اشتعلت داخلها
_

داخل بالبيت

كان منقلب حاله فوق تحت ، وكانت ام سعود تصيح بشكل يرثى له
اما ابو سعود جلس بصدر المجلس بمكانه المعتاد وملامحه حاده جدا ووجه احمر من شده غضبه ، ودخل سعود وجلس بهدوء وهو يناظر بامه ومابيده حيله ابد للي يصير
اما يزن اللي كان جالس وكانه بعالم اخر تماما ولا كانه معهم بنفس المجلس
من سمع امه تنطق باسم سهام وهو شارد بذهنه

كانت سهام اخته الكبيره واللي بمثابه ام ثانيه له ، كانت هي اللي توكله وتسبحه وهي اللي تبدل ملابسه وتنيمه معها ، كانت تذاكر له دروسه وتهتم لادق تفاصيل حزنه كان جداً متعلق فيها ، الين ماجاء اليوم اللي صحى من نومه وماحصلها ، ولما سأل عنها اوهموه انها فارقت الحياه ، كان جداً حزين على فراقها واخذ له فترات طويله ما ياكل ولا يهتم لنفسه نهائي
_

حتى مستواه الدراسي صار بإنحدار بسبب حزنه على من كانت بمثابة الام له والحين وبعد كل السنوات اللي مرت عليه ترجع وتقول انها عايشه !
بس اللي مافهمه وين كانت ؟، وليش الحين ترجع !،
استفاق من غيبوبه التفكير وهو يشوف امه تصيح بشكل اول مره يشهده دار بعيونه على انحاء المجلس ولا شاف اثر لـ سهام ، لانه ماكان منتبه لخروجها ولا للأحداث اللي صارت ، قام من مكانه مثل المجنون وهو يطلع من بينهم ، طلع برا وهو يدور بعيونه على اثر لها او سياره ممكن تكون موجوده فيها الا انه ماشاف شي ، خابت اماله ورجاويه وهو يرجع لهم بملامح غاضبه وقف قدام ابوه ونطق بنبره حاده
: ليش تكذبون وتقولون انها ماتت !!
رفع انظاره ابوه ناحيته ونطق بحده

: اي ماتت وماكذبنا بهالشي
تسارعت انفاس يزن بشكل غير معقول واعصابه تلفت من كثر غيضه ونطق بقهر
: ما ماتت انتو اللي قتلتوها !، انتو اللي محيتوها من الوجود !، انتم الانانيين اللي حكمتوا عليها بالموت وهي حيه !، وش ذنبها ابغى افهم وش ذنبها ؟، بشنو غلطت فهموني ؟
ناظر فيه ابوه بقهر وغيض وهو يتذكر الليله اللي وقفت فيها سهام بوجيهم كلهم وقالت انها تحب ولد عدوه ، ما تحمل هالخبر ابوها واجبرها تتركه الا انها نفدت اللي براسها وتزوجته ومن هذيك اللحظه اعلن براءته منها ، نطق ابو سعود بحده ونبره صارمه لا تقبل بالنقاش
_

: اخذت ولد عدوي وفضلته علينا وانحاشت معه من هذاك اليوم اعتبرناها ميته
ناظر فيه يزن وكان بيتكلم الا ان ابوه رفع يده بوجهه وماسمح له ينطق بحرف زياده
طلع يزن من بينهم وتنهد ابو سعود بقهر وهو يلتفت لزوجته ونطق بحده
: بس يـ مره ، ما تستاهل دمعه من عيونك هالخايسه ماردت عليه وقام من مكانه بعصبيه وطلع من عندهم
_

كِلّ أبوابي توصلني لباب قلبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن