الفصل الثالث : دَخيل

334 32 6
                                    

بعد وقت ليس بطويل من تأمل الصندوق ، اثناء ذلك كان سيباستيان يفكر في كلام الشخص المجهول محاولاً تفسير حديثه ثم قال مُشاركاً افكاره مع الجميع : الم تلحظوا شيئا غريباً في كلامه؟
تمتم الجميع بالنفي ثم اردف : قال اذا نجحنا في فك لغز الصندوق سنخرج نحن الخمسة سالمين

فهمت جوليا مقصدة قائلة : صحيح نحن ستة !! ، هل يعني ان هناك شخص واحد منا لن يستطيع النجاة ؟!

اجابها سيباستيان بالنفي : لا ، لاأعتقد ذلك فكما سمعتي من قبل انه سيعطي الجميع فرصة

- اذاً كيف تفسر ذلك؟!

امسك كتف جوزيف ثم نظر اليهم قائلاً : هو لم يكن يتوقع مجيء جوزيف

بينما كان جوزيف يحاول جاهداً فِهم مايرمي اليه
لم يعطهم فرصة للسؤال عن مقصده حيث اكمل حديثة مباشرة : هو لم يحصل على رسالة

اتسعت اعين الجميع معبّرةً عن استغرابهم ولسان حالهم يقول - اذاً لماذا اتعب نفسه بالمجيء ؟! -
فهم جوزيف ماترمي اليه اعينهم فقال مُدافعاً عن نفسه : جئت هنا مع سيباستيان بدافع الفضول فحسب !
رد عليه مايكل بنبرة يحفها قليل من السخرية : يبدوا ان فضولك هذا اوقعك في مشكله
ظهرت على وجهة ابتسامة شاحبة وهو يقول : اعتقد ذلك
اكمل سيباستيان مابدأه : وهذا يدل على ان ماقالة كان مُسجل منذ فترة

- لننسى هذا الآن ولنتعرف على بعضنا
هتفت هيذر بمرح ثم اكملت : نحن حتى لانعرف بماذا ينادي احدنا الآخر
سكت الجميع ليجعلوها تبدأ بالحديث عن نفسها اولاً : انا هيذر وايت والدي يدير احدى الشركات الضخمة والمُربحة ، لذا لا أحتاج للعمل لأكسب قوتي .

توقفت عن الحديث لتعطي المجال غيرها ليبدأ ، حيث كان الجميع ينظر لمن يقف بجانبها مباشرةً ليكون الدور علية
- جيرهارد كوك ، طبيب في احدى المستشفيات
- جوليا ستون ، محققه
حتى جاء الدور على مايكل الذي كان يبدو من تعابير وجهة المنزعجة بأنه لا يود التحدث عن نفسه : نادوني مايكل ، هذا مايهم ..
لم يجرؤ احد على الاعتراض حيث كانت شخصيتة الشرسة والغير متفاهمة بتاتاً تسبب لهم الذعر

اكمل جوزيف : انا وسيباستيان نعمل معا كمحققيْن في قسم الشرطة

ابتسمت هيذر وقد بدى عليها الإرتياح : هذا افضل ، على الاقل بتنا نعرف شيء عن بعضنا
استغرب جوزيف عندها من عدم سؤالهم عن سبب تواجدهم هنا فكان يوشك على ان يقوم بذلك بنفسه لو لا ان امسك سيباستيان بكتفه وكأنه يقول - لاتفعل-

صرخ مايكل بحدة : من الافضل ان نركز على حل هذا اللغز بدل هذه التفاهات ، ليست إلا مسألة وقت حتى نصبح جميعنا اموات !!

عادت هالة الكآبة مجددا تسيطر على الاجواء بعد كلام مايكل الخالي من الرحمة ، واكملها صوت ليس بغريبٍ عليهم !
اطلق الضحكة المعتادة قبل ان يقول : شكرا لتنبيهي، يبدوا ان لدينا شخص لا يجب ان يتواجد هنا !
اتسعت عينا جوزيف وقد تراجع خطوة للوراء وكأنه عرف انه المقصود
ضحك بخبث قبل ان يردف : اوه لاتقلق سأُعطيك فرصة ، سألعب معك لعبة ان فُزت سنتجو وان خسرت ببساطة ستموت
هل انت موافق ؟
وبالتأكيد لم يرُد عليه فالصدمة لم تمكنه من الكلام

- اذا كنت موافق فَفعل ما أقول وان لم تكن كذلك فلا تفعل
سكت لترتفع نبرة صوته : قوانين اللعبة هي كالتالي : عليك ان تجمع خمس اوراق وهذه الاوراق هي سبب مجيء كل واحد من هؤلاء الخمسة الى هنا ، انها وبكل بساطة - الدعوات -
لديكَ ٢٤ ساعة ان نجحت في جمعها اثناء هذه الفترة فتعال الى الغرفة في نهاية نهاية ممر الطابق الثالث
حظاً موفقاً !

سكت ليترك خلفه رجلاً اهلكه الخوف ، كان يعلم مسبقاً بأنه لن يستطيع فعل ذلك مهما حاول عندها دخل اليأس الى قلبه واخذ منه منفذاً.
رأى سيباستيان الحزن في عينيْ صديقة فأراد التخفيف عنه .
ادخل يده في جيب زيّه الرسمي واخرج منه ورقه مدها له وقد وضع يده الاخرى على كتفِه : لا تستسلم يمكنك فعل ذلك
اومأ جوزيف برأسه : شكراً سيب
رفع بصره ناحية الجميع الذين كانوا يتجاهلونه تماما !
ثم عاد ينظر الى الأرض حيث انه كان يتوقع ردة الفعل هذه

اثناء ذلك كان الارهاق قد تمكن من الجميع فإقترح سيباستيان ان يوقوموا بإستكشاف القصر الواسع عن طريق السلالم الطويلة المؤدية للطابق التالي ، حيث كانت هي السبيل الوحيد المتواجد لديهم .
بعد صعودها لم تكن هناك سوى ٩ غُرف للنوم وحمامين ومطبخ كبير مليء بالأطعمه المتنوعة حيث لن يشعروا بنقص في الغذاء والكثير من الابواب الموصدة وسلاسم مؤدية للطابق الثالث
و كانت الغرف جميعها واسعة ومنظمة حيث قد تم الاعتناء بها بشكل جيّد
اضافت جوليا بعدم راحة : يبدوا وكأنه لا يُريد موتنا قبل الموعد المحدد !
اختار كلٌ منهم غرفة ليخلوا فيها مع نفسه قليلاً ويأخذ قسطاً من الراحة

وبالطبع لم يستطع جوزيف النوم فجلس على احدِ مقاعد المطبخ الفسيح يتأمل الجدار وهو غارق في التفكير العميق،
بينما كان البقية يغطون في النوم ، او ربما بعضهم !

حينها سمع صوت خطوات افاقته من تفكيره ولم يفكر كثيرا بمن يكون صاحبها حتى اطلّ قائلا وهو يجلس على المقعد المقابل له : اذا، هل حصلت على ايْ ورقة اخرى ؟
سكت حيث لم يُرد اجابته ليجعله يكمل : انتَ لم تحاول حتى ؟!
اختار ان يرد عليه في هذه : انت تعلم بأني اكره ان اكون لحوحاً واترجى البشر ، اُفضل الموت على هذا...
قال بصوت عالِ وهو يؤنبه : لكني لا أريد حدوث ذلك ! ، ٢٤ ساعة تعني بأن اللعبة ستنتهي غداً في ١١ ليلاً ، مرت ساعتين حاليا اي انه لدينا ٢٢ ساعة ، انها مدة طويلة يمكننا فعلها !

- نحن نتحدث عن اقناع شخصٍ ما وهذا يحتاج الى اسبوع كامل او اكثر لإقناع شخص كمايكل على الاقل !

قطع نقاشهما الحاد صوت شيء ما وكأنه زجاجة تنكسر ومعها صوت شهقة خفيفه

نهاية الفصل الثالث

Evil everywhere | الشر في كل مكانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن