الفصل السابع : استسلَام

384 28 2
                                    

تقدم الدكتور جيرهاد بهدوء شديد ناحية الجثة الممدة على الارض والدماء منتشرة حولها ملطخةً بعض قطع الأثاث الموضوع على مقربةً منها
ليقوم بفحصها عن قرب حيث وجد فجوةً عميقة تقبع وسط رأسه فأضاف قائلاً : يبدو بأنه تم قتله عن طريق رصاصة اخترقت رأسه !
اعترت الحيرة ملامح جوليا وقالت بإرتباك واضح : تقصد بأن شخص ما قتله بواسطة مسدس !؟
سكتت قليلا ثم اردفت بنفس النبره : كيف ذلك ، لقد كان وحيداً في الغرفة ، وان كان معه شخص في الغرفة عندما احكم اغلاق الباب على نفسه فأين قد ذهب الآن ؟
اجابها جيرهارد : حسناً انا لااعرف شيئاً عن هذا ، كل ما اعرفه بأنه قد تم قتله بواسطة مسدس فأنا طبيب في نهاية الامر ولست محقق !

عم السكون ارجاء المكان لفترة من الزمن بينما كان الجميع انذاك يحدق في الجثة محاولاً اكتشاف شيء ما ماعدا سيباستان الذي كان منهاراً على الارض يلوم نفسه على موت صديقة
قطع هذا السكون الموحش صوت اقدام مايكل متجعةً ناحية الجثة لينظر اليها عن كثب ثم توجه ببصره ناحية سيباستيان ليقول : هل هذا جزء من خطتك ايها المحقق !؟ ، من الغريب ان تقوم بقتل شريكك في العمل
سكت قليلا ثم اردف : او ربما فعلت ذلك لتزيل الشكوك عنك

كلامه هذا جعل سيباستيان يستشيط غضباً والشرارة تتطاير من عينيه ليتوجه ناحية الرجل الطويل امامه ليلكمة لكمةً مع وجهة جعلته يسقط ارضاً واضعاً يده على مكان الضربة
ثم صرخ : لقد طفح الكيل من اعتقاداتك الغبية والغير منطقيه ، تعتقد بأني قمت بقتل جوزيف ؟!!
اجبر نفسه على السكوت قليلاً ليتمالك اعصابه كان يفكر بأن العنف ليس حلاً وهذه ليست عادته !
كان سيقوم بقول شيء لولا ان صراخ مايكل بعد ان اعاد جسده واقفاً على الارض من جديد : كيف تتجرأ على ضربي ايتها الحشره!!!
ووجه له لكمة لا تقل عن قوة لكمة سيباستيان

- توقفا حالاً ، هناك جثة هامدة هنا وانتما تتشاجران !! ذلك ليس الوقت المناسب
صرخت بهما جوليا املاً بأن يكفا عن تصرفهما هذا والغضب يملأ تعابير وجهها
اضافت بعد تنهيدةٍ قوية : من الافضل تفقد اوضاع هيذر ، فبعد ان رأت الجثة صرخت مبتعدةً من هنا ولم ننتبه لها
نهض سيباستيان بعد ان كان هامداً على الارض وهو ينظر نحو عيني مايكل الذي كان هو الاخر ينظر اليه بنظرات يملؤها الحقد والشك وكأنها تقول - سأكشف حقيقتك -
ثم وجه بصره باتجاه جوليا ليجيبها : معك حق ، من الافضل ان تتفقديها
بدأ بالمشي بخطوات بطيئه قاصداً جثة صديقه الهامده ليقوم بتغطيتها بملائة بيضاء ثم اردف : وانا سأذهب الى غرفتي
وسار بنفس المقدار قاصداً غرفته التي لا تبعد كثيرا عن المكان

- ماذا سنفعل الآن ؟! ، هل سنترك الامر هكذا
سأل جيرهارد الرجل الواقف امامه بتوتر
وجه الرجل حدقتيه ناحية جيرهارد واجابه : لاشيء يمكننا فعله !
ثم مشى مبتعداً عن المكان

سارت بخطوات بطيئة في ممرات القصر والواسع وهي تحرك بؤبؤ عينيها يميناً ويساراً باحثةً عن مقصودتها وتنادي بصوتها الانثوي الناعم
- هيذر اين انتِ؟
لا رد ، فقط صوت الهدوء الذي يعم ارجاء الممر الطويل لتلمح في نهايته شخص ما يغطيه الظلام يقف امام النافذه الكبيرة وستائرها تتطاير جرّاء الهواء القوي مما يشير بأنها مفتوحة !
تقدمت بخطىً بطيئه وحذره وتنادي بصوت متقطع وخائف : هيذر هل هذه انتِ ؟
ليتضح لها شعر تلك الفتاة الطويل الذهبي يتمايل مع الرياح تتقدم شيئا فشيئاً بالتجاه النافذ وكأنها تريد الخروج منها
مما دفع جوليا للركض محاولةً ايقاف ماتفعله !
امسكتها من معصمها بأقصى قوتها وفقدت السيطرة على نفسها لتبدأ بالصراخ : مالذي تفعلينه !؟، هل فقدتِ عقلكِ ؟؟
ظلت تنظر اليها بعينيها القلقتين منتظرةً اياها بأن تقوم بتفسير ماتفعله ، لكن بدلا من ذلك بدأت ترمقها بنظرات باردة فاقدة الأمل من كل شيء ، كان وجهها متعباً وعينيها حمراوتان مما يشير بأنها قد بكت كثيراً قبل مجيء جوليا
عندها امتلأت حدقتاها بالدموع وبدأ جسمها بالإرتجاف وكأن عقلها قد عاد الى مكانه ، تقدمت ناحية جوليا ثم قامت بإحتضانها حتى اصبحت تبكي بصوت مسموع وهي تحاول اخراج الكلمات من فمها : جوليا ... ارجوِ لا تتركيني انا خائفه
كانت جوليا مصدومةً من ردة فعلها لكنها تداركت الوضع وحاولت تهدئتها ببعض الكلمات وهي تربت على ظهرها : لا تخافي سنكون بخير وسنخرج من هنا معاً ، لن اتركك
امسكت كتفيها مبعدةً اياها عنها ثم قالت وهي تنظر في عينيها مباشرة : ثقي بي

----------------------

في الآن ذاته كان مايكل كالعادة يحوم حول الصندوق في الطابق السفلي محاولاً اكتشاف اي ثغرة فيه ، حاول ضربه عدة مرات قاصداً كسره لكن لا جدوى ، الصندوق كان صلباً للغاية حتى فقد اعصابه وركله بأقصى قوته لكنه لم يستجب هذه المرة ايضاً ، عندها جلس على الارض مستسلماً له والغضب بادٍ عليه وهو يردد في نفسه : يجب ان اخرج من هنا بسرعة !
صوت قرع اقدام شخص ما ينزل من السلالم الطويلة قطع تفكيره وجعله ينهض على الارض استعداداً لإستقبال القادم .
- كما توقعت انت هنا !
قالها الدكتور بعد ان اصبح يقف على نهاية السلالم وينظر مباشرة نحو مايكل الذي كان عو بدوره ينظر اليه بإستغراب واضح ثم رفع احدى حاجبيه وقال : ومالذي تريده مني ؟
تقدم ناحيته قليلاً ورسم على شفتيه ابتسامة نصر : انت تعلم جيداً ما أُريده ، مايكل سوليفان !.

Evil everywhere | الشر في كل مكانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن