لم يستطع مايكل اخفاء تعابير وجهه المفزوعة ، اتسعت حدقتا عينيه وبدأت قطرات العرق بالأنزلاق على جسده ، كان يحاول البحث في عقله عن بعض الكلمات يستخدمها للأنكار لكن لا جدوى ، ارتباكه الزائد اوقف عقله عن التفكير !
ضحكةٌ خفيفة اصدرها جيرهارد ثم قال : لا تحاول الإنكار سيد سوليفان فتعابير وجهك قد فضحتك بالفعل .
ادرك مايكل ان لا فائدة من الكذب عليه فقد فات الأوان على ذلك ! فبدلاً منه قرر سؤاله عن كيفية معرفته لهويته
حيث جعله سؤاله هذا يضحك بأقوى من سابقتها : اوه مايكل انظر لنفسك انت ضعيف جداً الأن !
اشتعل الغضب في عيني الرجل المقصود فكم يكره ان يهزأ به شخص ما فضرب بقبضته القوية الجدار الذي كان واقفاً بجانبه وصرخ في وجهه قائلاً : اسمع، انت تعرف بأنك متورط معي في الجريمة لذا توقف من رسم تلك الابتسامة البلهاء على وجهك !
اجابه ومازالت الابتسامه تعلو محياه : نعم صحيح لكنك لن تتجرأ ان تشي بي ولا انا كذلك لأن الامر سينقلب ضدنا في النهاية
سكت قليلاً ثم اقترب من مايكل الذي قد تغيرت ملامحه من الغضب الى الفضول ثم اردف : لذا مارأيك ان نتعاون ؟-----------------------
مازال الرجل ذو ٤٥ عاماً جالساً في غرفته مُحدقاً في الجدار ويحاول ترتيب افكاره ليصل الى حل لهذه المشكلة التي وقع فيها لكن عوضاً عن ذلك راودته كوابيس الماضي التي عانى منها طوال السنتين الماضيتين .
في بيت متوسط الحجم وبالتحديد في غرفةٍ بداخله تلونت جدرانها باللون البني الفاتح حيث كان الرجل يجلس على احدى مقاعدها المتحركة امام طاولة عليها تنتشر فيها اوراق مبعثره ويقبع في وسطها حاسوب .
وضع الرجل يده على رأسه محاولاً تخفيف الصداع الذي داهمه ، كان يعمل طوال السبع ساعات الماضيه يحل احدى القضايا التي اوكلت له .
في هذه الاثناء قطع حبل افكاره صوت قرعٍ في الباب لتدخل من خلفه سيده جميله تمتلك شعراً بنياً طويلاً رفعته عن وجهها بمشك للشعر تقدمت بالتجاهه وهي تحمل صنية موضوع عليها شاي وبعض من قطع الكعك المحلى
وضعته على طاولته بعد ان ازالت كومة من الاوراق تعيق طريقها وهي تقول : الن تتناول معنا طعام العشاء اليوم ايضاً ياعزيزي ؟
رد عليها وهو يركز بصره في احدى الاوراق : لا اعتقد ذلك ، انا اسف
اشاحت ببصرها بحزن ثم عاودت النظر اليه بعينان ترجوانه : لماذا ؟ ، يجب ان تقضي ولو القليل من الوقت معنا ! ، لورا تحتاجك لا تنسى انك والدها !
نهض من على كرسيه ليضع يديه على كتفها وينظر في عينيها : عزيزتي آشلي ، لا تنسي ايضاً بأنني اقوم بكل هذا من اجلكما ! ، لا يمكنني التوقف عن العمل ارجوكِ افهمي
اومأت بحزن ثم استعدت للخروج
- اخبري لورا بأني اُحبها
اومأت برأسها ايجاباً ثم خرجت واغلقت الباب خلفها بهدوء
ثم اعاد نظره الى اوراقه ليكمل مابدأهتوجهت السيده لغرفة ابنتها الوحيدة لتراها تلعب ببعض الدمى بشكل طفولي حيث كانت تبلغ من العمر آنذاك الخامسه والنصف ، اترسمت على شفتيها ابتسامة شاحبة وهي تنظر الى ابنتها الصغيره تلعب ببرائه بعينين حزينتين
لم تكن تفكر الا بإبنتها حيث كانت تحاول ان توفر لها كل سُبل الراحة وعدم جعلها تشعر بأي نقص ، لكن زوجها هو كل مايعيقها لجعل ابنتها سعيدة
تقدمت السيدة ناحية ابنتها لتجلس بجوارها واضعة يدها على رأسها وتربت عليه : صغيرتي ، هل تحبين والدك ؟
نظرت الصغيره الى وجه امها متعجبة من السؤال ثم اشاحت برأسها لتكمل اللعب بالدنى وهي تقول بشيء من الحزن : والدي ؟ ، انا لا أعلم
ردة فعلها هذه جعلت امها مصدومة وكأنها اُصيبت بصاعقة قوية، تغيرت ملامحها بسرعة بعد سماع جوابها واخذت تفكر مطولا في نفسها ، هي تعلم بأن زوجها يعمل بجد من اجلهما لكن في الآن ذاته بجب عليه البقاء مع اسرته وقتاً اطول .
بعد مرور عدة اشهر ازدادت اوقات عمل سيباستيان بسبب ازدياد حوادث الخطف في الاونة الاخيره فأصبح لا يخرج من غرفته سوى للذهاب الى المركز ، انزعجت آشلي كثيرا جرّاء ذلك وحاولت اقناعه اكثر من مرة بترك القضية لكنه كان يخبرها بأن القضية مهمه للغاية وقد تكون سبباً في ترقيته ، فإستسلمت للأمر !
لم يستطع سيباستيان التركيز في عمله او حتى على عائلته ، كان عقله مشتت لا يعرف مالذي يفعله، لكن في النهاية هو يعلم بأنه يجب عليه الاجتهاد في عملة من اجل صغيرته لورا وزوجته .في صباح احدى الايام الجميلة داخل المنزل تستعد السيدة آشلي للذهاب الى مكان ما ، كانت ترتدي فستانا اسود يصل الى تحت رُكبتها بقليل وتحمل حقيبة يد سوداء مُزينة ببعض الزخارف الفضية اللون ، كانت قد سرحت شعرها بشكل يظهرها كسيدة اعمال راقية حيث جمعته الى الخلف وثبتته بمشبك بحيث اصبح كالكعكة
توجهت ناحية باب غرفت زوجها لاقوم بطرقه وفتحه بعد ان اذن لها بالدخول
رمى نظره عليه ثم عاود النظر الى اعماله وهو يسأل : هل ستذهبين الى مكان ما ؟
قالت والإبتسامه تعلو وجهها : نعم سأذهب للمقابلة على الوظيفة
- هذا رائع !
قالها وقد رسم ابتسامة هو الاخر وبدت كأنعا مصطنعه
انزعجت آشلي قليلاً لردة فعله هذه لكنها قالت بنفس الابتسامة : نعم ان استطعت الحصول على الوظيفة ستتمكن انت من ترك القضية وبذلك ستقضي المزيد من الوقت معنا
كان وجهه يشير بأن كلام زوجته لم يعجبه ، لم بكن يريد ترك القضية لكنه في الوقت نفسه لا يريد ان يخيب امال زوجته فآن به الحال ان يستسلم لها
- لكنني قلقة
قالتها وقد تغيرت ملامحها تماما ثم اردفت : انا قلقة على لورا انها المرة الأولى تقريباً التي سأتركها ، كنت دائماً اخذها معي الى كل مكان لكن لا يُسمح لي بأخذها هذه المره وربما اتأخر
ثم نظرت اليه بعينان راجية : ارجوك تفقد احوالها بين حين واخر موافق؟
اجابها بإبتسامة مطمئنه : لا تقلقي سأنتبه لها ، ولا تنسي اني والدها واخاف عليها كذلك
اومأت بإبتسامة بعد ان دخلت الطمأنينة قلبها ثم غادرت.نهاية الفصل
أنت تقرأ
Evil everywhere | الشر في كل مكان
Mystery / Thrillerتتحدث الرواية عن مجموعة من الاشخاص يسافرون الى جزيرة مهجورة لأسباب شخصية ، فما الذي سيحدث لهم هناك ؟!