الفصل التاسع : يأس

192 19 6
                                    

خرجت السيدة من منزلها وقد تركت اغلى ما تملك ، كانت تشعر بشعور سيء حيال ذلك ، لكن ما باليد حيلة بجب عليها مساعدة زوجها فهو يعمل ليل نهار بدون راحة

انهمك الرجل بالعمل ولم يشعر بالوقت يمر ابداً ولم يفي بوعدة لزوجته حيث لم يكن يذهب لتفقد ابنته بين الحين والاخر بل جلس طوال الثلاث ساعات في مكتبه ، لم يمكن ليوقفه شيء اولا ان صوتاً انفجار مدوي صدر من احدى غرف المنزل
سرت رجفة في جسده وبدأ بالإنتفاض بينما حدقتا عينيه مفتوحة عن اخرهما ، هرع بسرعة لفتح باب غرفته ليرى الدخان منتشر في ارجاء المنزل كله ، عندها تذكر بأنه ليس الوحيد في المنزل!، شعر برعب شديد جرّاء ذلك فأخذ ينادي بإسمها بأعلى صوته حتى قادته عيناه الى نيران هائلة تشتعل في المطبخ ، انطلق راكضاً الى اليها ليرى ابنته هامدة على الارض ، اتسعت عيناه لهول مارآه فأخذ مطفئة الحريق بدون اي تفكير محاولاً اخماد النيران التي اندلعت في منزله ، بعد تأكده من انه اخمدها توجه بسرعة ناحية ابنته التي كانت ساقطة على الارض ملقية بظهرها على والدها الذي امتلأت عيناه بالمدموع اساً على حالها كانت مليئةً بالكدمات والجروح البليغة ونصفها الايمن محروق تماماً ، اخذ يتحسس نبضها املا في ان يكون الاوان لم يفت بعد ، لكن ما حدث عكس ذلك فقد وافتها المنيه
لم يستطع والدها كتم دموعه اكثر ، اخرجها وبدأ بالعويل والصراخ بأسمها بصوت عالي
- لورا ، ياصغيرتي لا تذهبي انا اسف !
بدأ بالصياح اكثر كان يفكر بأبنته المسكينة التي لقت حتفها بسبب اهماله ، كان يفكر في زوجته التي ذهبت لتجلب السعادة لأبنتها ، ماذا ستكون ردة فعلها ؟!

في الآن ذاته كانت آشلي في طريقها للمنزل وهي تحمل كيس مملوء بالحلوى لتقدمه الى ابنتها والإبتسامة تعلو وجهها وتتمتم بأحدى الاغاني التي تحبها ، يبدو بأنها قُبلت على الوظيفة
فتحت الباب برفق وهي تقول بصوت مرح : لورا عزيزتي لقد عدت ، اشتقت اليك كثي..
قبل ان تكمل جملتها ، استوقفتها رائحة كرائحة احتراق شيء ما ، بدأت دقات قلبها تتسارع واختفت الابتسامه من على وجهها ليحل مكانها تعابير الخوف والحيرة
كان المنزل هادئاً تماماً الا من صوت انين شخص ما
شعرت برعب شديد من هذا الصوت لكن فضولها اجبرها الى معرفة مصدره فاتجهت ناحية المطبخ لتراه محترقاً بالكامل وزوجها يقبع في وسطه يقون بإحتضان جثة صغيرة ويبكي بصوت خافت
سرت رجفه في جسدها جعلتها تسقط كيس الحلوى وتنظر بعينين متسعتين بالكامل محاولةً معرفة صاحب الجثة التي يحملها زوجها

- سيباستيان!؟

قالت ذلك بصوت مرتجف وشفتيها قد جفتا تماماً وعيناها قد امتلأتا بالدموع حيث اصبحت الرؤية لديها مشوشه بسببها
صرخت بأسمه مجدداً لكن هذه المرة بصوت عالي وبدأت دموعها بالإنهمار ، ركضت بسرعة مبعدة زوجها عن الجثه واخذت تضربها من خديها املاً في ان تكون حية
- لورا عزيزتي انا هنا ، سأخذك المشفى لا تقلقي ستكونين بخير
حملتها بكفيها وهمت بالوقوف لولا ان يد زوجها الراجفة امسكتها من معصمها
ادارت برأسها له لتراه يحرك رأسه يميناً ويساراً قاصداً بأن الأوان قد فات ، انهارت على الارض وبدأت بضربها وهي تصرخ بحزن حيث فقدت اغلى ماتملك
حاولت ان تجمع قواها ووقفت على قدميها بإستقامة وقد تغيرت ملامحها من الحزن الو الغضب وقالت بصوت راجف ولكن هذه المره بسبب الغضب : ماكان علي ان اعتمد عليك
طأطأ سيباستيان برأسه حيث كان يعلم ردة فعلها هذه
اردفت وقد بدأت بالصراخ : كل هذا بسببك ايها الحقير لقد اقدتني اغلى ما أملك !
سكتت قليلا حيث كانت تحاول تهدئة نفسها اطلقت تنهيدة قوية وبدأت دموعها بالإنهمار وقالت بصوت حازم وحزين : انا اريد الإنفصال ، لن استطيع البقاء معك اكثر من ذلك
القت ظهرها عليه وتوجهت بخطىً سريعة وغاضبة الى الباب تاركةً منزلها الذي كان يوماً سبباً في جعلها سعيدة ، لكن الان اصبح يذكرها بمأساة جعلتها بائسة طوال حياتها

كان سيباستيان مصدوماً من ردة فعلها لم يكن يتوقع بأنها ستتركه هكذا !
اسند ظهره على جدار المطبخ حزيناً وهو يضع يده على رأسه مُفكرا في هذه المأساة التي حلت في هذه الاثناء جائت الشرطة للمنزل حيث اتصل بهم احد الجيران الذي اخافه صوت الصراخ الصادر منه

نزل جوزيف مُسرعاً من على احدى السيارات متوجهاً الى المنزل الذي كان بابه مفتوحا عن اخره دخل الى المطبخ ليجد الجثة شنيعة الشكل هامدة في وسط الغرفة ، ارتعش جسمة قليلاً ثم التفت يميناً ليجد الرجل في حالة يرثى لها اسرع بإتجاهة واخذ يهزه محاولا اعادته الى طبيعته وهو يقول : سيب ماذا حدث ؟!

كان جوزيف هو الوحيد الذي وقف معه في محنته هذه وساعده حتى يتخطاها لكنه الان قد مات ولم يعد لديه احد ليساعده على تخطي ازماته وأولها موته هو .

نهاية الفصل التاسع

Evil everywhere | الشر في كل مكانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن