الفصل الرابع : خِيانة

338 34 10
                                    

تعرفا على صاحبة الصوت بسرعة : هيذر !

اجابت وقد بدى الارتباك واضحاً من خلال طريقة كلامها
- آه المعذرة لإزعاجكم ، هل يمكنني الجلوس قليلاً؟
لم يأخذا وقتاً للتفكير : بالتأكيد !
سحبت مقعداً بعيد وجعلته مقابل لطاولتهما ثم جلست و سألت قاصدة جوزيف : هل انت قلِق ؟
ابتسم ابتسامة باهتة واجاب : اي شخص يتم اخباره له بأنه سيموت قريباً مؤكد سيكون قلق

نظرت الى الأرض بحزن وكأنها اشفقت على حاله
خيم الهدوء غلى ارجاء المكان بعد ذلك حيث كان الثلاثة غارقين في التفكير بشأن امورهم الخاصة
بعد مدة لم تتجاوز الثلاث دقائق ادخلت هيذر يدها في جيب سترتها الصوفية حمراء اللون واخرجت ورقة بعد تفكير طويل ووضعتها بهدوء على الطاولة حيث كانت تبدو مترددةً اثناء فعل
ذلك ، نظر الاثنان ناحية الورقة التي كانت مطويةً الى نصفين وقد اتسعت عيناهما جرّاء ذلك ، رفع جوزيف عينيه ليركز نظره على هيذر التي كانت بدورها تنظر ناحية الارض وتفكر ان كان ماتفعله صائبا ام لا
- هل انتِ متأكدة ؟
- اعتقد بأن ذلك سيساعدك
عندها التقط الورقه ليهم بفتحها لكن قبل ذلك نظر اليها وهو يسألها : هل تمانعين ؟
هزت رأسها نافية : مطلقاً

الى الانسه هيذر
لاتقلقي انا لست من كنتِ تتوقعينه
اذا كنتِ تريدين ان يرتاح قلبك وتتخلصي من مشاكلك تعالي الي في جزيرة فيكتور الخاصة بعائلة اريسينال
انا انتظرك في القصر تعالي بتاريخ ١ فبراير

اغلق الوزقة وهو يسألها : هل سيزعجك ان سألتك عمّا حدث ؟
تمتمت نافيه ثم قالت : مطلقاً في الواقع انا ارغب بذلك كي ازيح حمل ثقيل كان يلازمني منذ مده

اعتدل جوزيف وسيباستيان في جلستهما استعداداً لسماع القِصة ، اغلقت عينيها واخذت نفساً عميقاً املأ رئتيها ثم اخرجته حيث جعلها ذلك تشعر بالراحة وبدأت بالحديث : منذ ٨ اشهر تقريباً كنت استعد لقراءة احدى الروايات البوليسية التي لطالما احببت قراءتها وانا اشرب الشاي ، في ذلك اليوم نفذ الشاي لدينا فلم استطع الصبر ليذهب احد الخدم ليبتاعه حيث كان الخدم جميعهم مشغولين آنذاك ، لهذا ذهبت انا ولم اكن معتادة على خروجي من المنزل وحيدة لانني وكما تعلمون من عائلة ثرية والكثير من اللصوص يتربصون بي ، اخذت اسير اي الشواع بحثاً عن متجر حتى وجدت زقاق مظلم وطويل ، وقفت امامه محدقةً فيه لمدة حتى قررت دخوله ، لااعلم مالذي اصابني ذلك الوقت ! ، بدأت السير داخله حتى انتصف الطريق تقريباً عندها شعرت بشخص ما يغرز شيئاً في جسدي ، لم تكن الا ثواني حتى سقط جسدي مغشياً عليه !

قاطعها جوزيف بحماس : اعتقد بأنها ابره منومه !!
ثم نظر الى سيباستيان وادرف : هذا يبدو كسلسلة جرائم الاختطاف التي حدثت مؤخرا !
اومأ برأسه موافقاً على كلامه : يبدو انكِ كنتِ ضحية في هذه السلسلة يا آنسه

اومأت بحزن : اعتقد ذلك .
ثم اكملت حديثها قائلة : عندما استعدت وعيي وقبل ان افتح عيني شممت وائحة فضيعة تشبه رائحة الدماء او جثث متعفنة ، بعدها فتحت عيني وشهدت ابشع منظر يمكن ان اراه ، جبال من الجثث الهامدة مضى عليها مدة طويلة مطلية بلون الدماء الاحمر والذباب والحشرات تحوم حولها، نظرت حول نفسي فأجدني مربوطة على عمود طويل بواسطة سلاسل حديدية قوية ، بعد ذلك عاد عقلي الى مكانه واستوعبت المصيبة التي وقعت فيها ، بدأ جسمي يرتجف تلقائياً واسناني تضرب ببعضها حيث عجزت عن ايقافها ! ، حاولت ان احرر نفسي من هذه السلاسل وانا اعلم مسبقاً اني لن انجح لكن الخوف جعلني افعل ذلك ، عندها عرفت اني هالكة لا محالة وبدأت بالبكاء بصوت خافت وانا افكر فيما سيحدث لي هنا
قطع علي ذلك صوت صرخة فتاة كان الصوت قريباً جداً مني ، نعم لقد كانت الفتاة بجانبي تماما ومربوطة بسلاسل كالتي تم ربطي بها ويبدوا بأنها قد استيقظت للتو ، لم الحظ وجودها سابقاً بسبب خوفي وتوتري الشديدين ، لم تكف عن الصراخ والبكاء لذا حاولت تهدئتها ببعض الكلمات المِطمئنة
بعد مدة لا تتجاوز الثلاث دقائق عادت لطبيعتها وعرفت بعدها ان اسمها كورتني
كنا نحاول جاهدتين في البحث عن طريقة تمكننا من الخروج وكنا ايضا نسمع اصوات صراخ اشخاص بين حين وآخر لا ادري مالذي يفعلونه بهم !
اخذت اتفحص السلاسل ربما اجد اي ثغرة فيها ولحسن حظي وجدت في السلسلة التي تربط ذراعي اليسرى مكسور نصفها ، يبدو انهم استخدموها من قبل على شخص غيري وحاول كسرها لكن للأسف !
شددت يدي بأقصى ما املك من قوة حتى كادت يدي ان تُقطع ! ، كنت افكر فيما سيحدث لي ان لم افعب ذلك وقد اكسبني ذلك قوة اضافية ، حتى كُسرت اخيرا ، اصبحت يدي متورمة جداً جرّاء ذلك لكني وبسرعة اخرجت سكيناً من جيبي كنت احتفظ به ان تم الهجوم علي من قبل عصابة ما او شيء من هذا القبيل وبدأت بقطع السلاسل الآخرى التي تربط يدي اليمنى وقدماي اخذ مني ذلك وقتاً طويلاً
واخيرا تحررت من هذه السلاسل الفضيعه !
بعدها سمعت كورتني تصرخ : ساعديني بسرعة يا هيذر !
وبالفعل تقدمت لمساعدتها وبدأت بقطع السلاسل لكن للأسف السكين اصبح الجزء القاطع منها مستوي بسبب قطعي لتلك السلاسل القوية !
حاولت قطعها مرارا وتكراراً لكن دون جدوى !

عندها احس سيباستيان وجوزيف بأنها على وشك البكاء حيث كان جسمها وفمها كذلك
قال لها جوزيف محاولاً تهدئتها : ان لم تريدي ان تُكملي فلا بأس نحن لا نجبرم على فعل ذلك !
اومأت رأسها نافيه ، كانت تريد الرد عليه لكنها شعرت بأنها اذا نطقت بحرف واحد ستجهش بالبكاء فوراً .
تنهد سيباستيان بضيق ونهض من على مقعدة متجهاً ناحية الثلاجة الضخمة التي تحوي مجموعة كبيرة من المشروبات ، التقط زجاجة متوسطة الحجم تحوي ماء ووضعها على الطاولة امام هيذر : اشربي ستهدأ اعصابك ان فعلتي

التقطت الزجاجة وشربت كمية قليلة : شكراً
فالواقع اريد ان اُكمل القصة سأشعر بالراحة اذا فعلت هل تمانعان؟
- مطلقاً
- بعد محاولاتي الفاشلة سمعت صوت اقدام تتجه ناحيتنا اصبت بالذعر وبدأت يدي تتخرك بسرعة محاولتاً قطع السلسله وبدأت الدموع تتساقط من عيني كلٍ منها
كانت كورتني تبكي بصوتٍ خافت وهي تقول لي : اسرعي !!
شعرت بأنها تصرخ في وجهي مع انا صوتها كان خافتاً لا يُسمع !
بدأت الاصوات تعلوا اكثر واكثر حتى ظهر ظل الشخص امامنا اظن انه رجل وكان يحمل معه سكيناً كبيره يبدو بأنها مشبعة بالدماء !
عندها لم اعد اشعر بيداي ارادت ان تترك السكين وتستسلم بينما كانت قدماي تريدان الهرب ، وبالفعل لم اشعر بنفسي الا وانا اسابق الرياح اركض ولا ادري اين اذهب
كنت اسمع صوت كورتني وهي تبكي وتصرخ بإسمي - هيذر ارجوكِ عودي ، هيذر !!! -
بدأت ابكي وانا انسك رأسي بقوة كنت خائفة مرت عدة دقائق وانا اركض من غير وجهة وما ازال اسمع صراخ كورتني وهي تناديني وتبكي لااعرف ان كان هذا صوتها الحقيقي ام انها مجرد خيالات في عقلي !
بعد ذلك ولا اعرف كيف وصلت الى المخرج كان النور الساطع قد اعمى عيناي ، اخيرا رأيت الضوء ...

اخذت هيذر تبكي لم تتمالك نفسها هذه المره وهي تقول : لم استطع ان ازيل صورة كورتني من ذاكرتي ولا صوتها وهي تناديني ، كل ليلة يراودني كابوس عنها واستيقظ مفزوعة ، اشعر بأنها ستأتي الي في يوم ما وتنتقم مني، مع اني اظن بأنها لم تتمكن من النجاة بل هذا مستحيل !

لكن لا اعرف لماذا اشعر بذلك ...

نهاية الفصل الرابع

Evil everywhere | الشر في كل مكانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن