الفصل الحادي عشر : فقدان السيطرة

196 23 6
                                    

أشرقت شمس الصباح الدافئة معلنةً قدوم يوم جديد حيث يستنشقون المدعوين الغاز اليوم الثالث على التوالي .
تسللت أشعة الشمس الذهبية من خلال نوافذ القصر وبالتحديد غرفة جوليا لتصتدم بيعينيها مباشرة  لتفتحما بصعوبة بالغة ، لم تنم البارحة بشكل جيد حيث أرهقها التفكير كثيرا لكن يجب ان تكون قوية من اجل هيذر ، التفت على يمينها لتجد هيذر نائمة بعمق فراحت تتسائل : كيف لاتزال تستطيع النوم ؟
ازالت الغذاء الأبيض الناعم عنها وتوجهت الى الباب بخوف شديد عن تذكرها احداث البارحة لتفتح الباب بحذر شديد وتتلفت يمنة ويسرة : المكان خالي
توجهت بنظرها الى ساعة يدها لتجدها السابعة صباحاً : لا عجب من ذلك
خرجت من غرفتها بعد ان اغلقت الباب بإحكام وهي تتسائل : ماذا حدث للطبيب ياترى ، هل مايزال حيّا ؟ طريقة وحيدة لمعرفة ذلك
قادتها اقدامها لتجعلها واقفة مباشرة امام باب جيرهارد ، طرقت الباب بهدوء شديد ، لا رد ، طرقته ثانية وثالثة لكن من دون فائدة فأجبرها ذلك على فتح الباب  ، شهقت بفزع جرّاء مارأته  جسد الطبيب ملقى على بطنه في وسط غرفته تماما كحال جوزيف لكن بدون دماء !
قالت بصوت راجف : كك... كيف ؟!
حاولت تمالك أعصابها للحظة واردفت : لا تجزعي ربما با يزال حيّا
اقتربت قليلاً لتتحقق فمدت يدها لتقلبه حتى اصبح رأسه ذو العينان المفتوحتان للأخر ووجهه الشاحب أمامها مباشرة ، صرخت بأقوى مالديها حيث فاجئها ذلك ، ولم تكن الا ثواني اجتمع الجميع في الغرفة مفزوعين بسبب صراخها المفاجىء
سيباستيان : ماذا حدث ؟!!
لم يجبه احد فدفعه ذلك لان يلقي نظرة بنفسه فأشاح ببصره امام الشيء القابع امام جوليا ليغطي الذهول ملامح وجهة وقال في ريبة : جثة اخرى !
تسلل الخوف والضعف الى قلب هيذر اللتي انهارت على الارض باكية ما إن رأت الجثة وتتمتم بعبارات غير مفهومة حتى استعادت قدميها قوتها لتقف على الأرض مجدداً لكن بدى وكأنها فقدت عقلها تماماً ! ، فأخذت تركض في الممرات صارخة ممسكة برأسها وتصيح : انا التالية سأموت !
كادت جوليا ان تلحق بها لولا ان مايكل سبقها بذلك وهي يصرخ : تباً
استغلت جوليا الفرصة فاتجهت الى سيباستيان كان مذهولاً من ما رأى ومازاده ذهولاً هو كلام جوليا له : مايكل ... هو الذي قتله
قال والصدمة تعتريه : قتله ؟ .. لماذا ؟
- لا اعلم كانا يتحدثان بشأن  لغز الصندوق وان اعمارنا هي المفتاح او شيء كهذا
- اذا لنذهب ونحله !
- انتظر نحن لا معرف عمر هيذر ومايكل بعد
صرخ بذهول : الم تخبركِ هيذر ؟!
- لا لم يتسنى اي الوقت لذلك
أردفت بإرتباك : ثم سأذهب لألحق بها ، نحن لا نعرف ماقد يفعله هذا المجنون ، اذهب انت وحاول معرفة أماكن اعمارنا ، عمري هو  ٣٦
لم تنتظر جوليا رداً منه حيث ركضت بكل بقوة تملكها باحثة في ارجاء الممرات حتى وصلت الى نهاية الممر صاحب النافذة الكبيرة ، رأت هيذر ملصقة ظهرها على النافذة ويقف مايكل أمامها مباشرة ، فقررت ان تراقبهم قبل ان تنطق بأي شيء .
هيذر بصوت راجف ومتقطع : ابتعد !!
بدأ مايكل بالإقتراب منها شيئاً فشيئاً محاولاً ان يطمئنها : لا تقلقي ، لا أُريد آذيتك !
صرخت بأقوى ماتملك : قلت ابتعد !!!
خلعت كعبها العالي ورمته على النافذة الزجاجية ليتناثر زجاجها مُسببها جروحاً طفيفة على كلٍ منهما
غضب مايكل جرًاء ذلك فصرخ : تبا لكِ ايتها الحشرة !!
وضعت قدميها عبى حافة النافذه وتصرخ باكية : لا أُريد ان اموت!!
- ستموتين هكذا ياغبية !!
!ارتبك مايكل كثيراً خوفاً من ان تفقد عقلها وتقفز من النافذة فأخذ يجول فيه عقلة باحثاً عن بعض الكلمات محاولاً تهدئتها : كورتني لن تُسعد بذلك
اتسعت حدثنا عينيها ثم بدأت دموعها بالأنهمار : كورتني ؟
عندها تدخلت جوليا بسرعة وهي تتسائل في عقلها : من تكون كورتني ؟!
أمسكت بهيذر قبل ان تسقط حيث كانت منصاعة لها تماما فقد هدأت بعدما سمعت ذلك الاسم وبدت وكأنها قد تم تخديرها !
نظرت جوليا الى مايكل نظرةً تملؤها الريبة وقالت بهدوء : سآخذها الى غرفتها
تنهد مايكل تنهيدة ارتياح لكن في الآن ذاته كان خائفاً ويفكر في نفسه : هل ياترى ماقلته قبل قليل سيسبب لي المشاكل ؟

نهاية الفصل الحادي عشر

Evil everywhere | الشر في كل مكانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن