الفصل الثالث عشر : تَهديد

179 18 6
                                    

كان الثلاثة قد اجتمعوا حول الصندوق يناقشون امر الغرفة حيث سُرق الوقت منهم وهم لا يشعرون حتى صارت الساعة التاسعة ليلاً !

صرخ مايكل بغضب : اسمع مهما يَكُن انا لن اذهب الى هناك، لا ارغب بأن يتم اختراق رأسي من قبل رصاصة قادمة من الفراغ !!
رمقه سيباستيان بنظرة استياء وأجابه بهدوء : لم يطلب منك احد فعل ذلك !
أشاح مايكل برأسه غاضباً وهمهم بعبارات الشتم
اضافت جوليا : مايكل معه حق من الممكن ان يكون المكان خطر هناك ، لا أؤيد الذهاب
أجابها سيباستيان بنبرة صوته العالية : اذا لنبقى هنا ونموت جميعاً اثر الغاز !
سكت قليلاً ثم اصدر تنهيدة محاولاً الحفاظ على هدوءه : حسنا سأذهب انا ...
رفعا بصرهما ناحيته بذهول : انت متأكد ؟
سألت جوليا ، نظر ناحيتها بثقة ثم اومأ إيجاباً
تنهدت مستسلمة للأمر وقالت : اذاً سأذهب معك
نظر لهما مايكل بطرف عينه : بالنسبة لي لن أخاطر بحياتي من اجل شيء لا اعرف ان كان موجوداً ام لا
اردف وهو يصعد سلاسم الطابق الثاني : سأذهب للنوم
- لنذهب اذاً
هتفت جوليا بجدية لكن سرعان ما تغيرت تعابير وجهها الى الدهشة عندما رأت سيباستيان يبتسم ساخراً واردفت : مالأمر ؟
- اوه ، هل صدقتِ حقاً امر الذهاب للغرفة ؟
رمشت جوليا بعينيها عدة مرات محاولةً استيعاب الامر : ماذا تقصد !؟
- كانت كذبة اختلقتها ليبتعد هذا المزعج عن طريقنا ، علمت بأنه لن يخاطر بحياته، ثم مالداعي للذهاب الى الغرفة مادمت قد حللت لغز الصندوق تقريباً !
بدأ الغضب يسير في شرايين جوليا ، شعرت بأنها حمقاء امامه وماكان في وسعها الا ان تصرخ عليه : كان عليك اخباري على الأقل!!
أجابها مُبررا : تعلمين ، لا استطيع فعل ذلك وهو موجود
اردف وقد تحولت نظرة عينيه الى الجدية : الأهم الان ، أُريد سؤالك بعض الاسئلة وأرجو ان تجيبيني بصدق .. ماعلاقتكِ بقاضايا الإختطاف ؟
اتسعت عينا جوليا بذعر وهي تجيبه : لماذا تعتقد ان لي علاقة بها ؟
- ليس انتِ فقط بل جميعنا
أرخت جوليا جسدها وتنهدت مستسلمة : اولاً ليكن في علمك انني لا افعل ذلك بكامل ارادتي ...
صمتت قليلاً لتردف : لقد تم تهديدي..
- اريد الحكاية بالتفصيل

-كنت اعمل في احدى الشركات المُصنعة حيث كان لدي الكثير من الاصحاب القدامى آنذاك لكن كنت اقضي معظم الوقت مع ثلاثة منهم ، فتاتين وفتى ، هيلدا ، سينثيا و جونا
كنا غالباً ما نقضي الوقت معاً في منزلي اما في مشاهدة الأفلام او لعب الالعاب كانوا جزءً من حياتي ولم اكن اُطيق فراقهم ولو لدقيقة
في احدى الزيارات وبينما كنت نشاهد احدى افلام الرعب الذي كنا جميعاً مُتفقين بحبنا له وصلتني رسالة على هاتفي مغزاها بأن اتي الى العنوان المكتوب في الرساله الساعة التاسعة ليلاً ، او سأعاقب ..
وفي نهاية الرساله كتب شيئاً يشبه * انا اعرف كل شيء عنكِ*
في البداية اعتقدتها احدى مزحات هيلدا ولم اُعر الامر أيّ اهتمام فقد قررت معاقبتها برد المزحة لها فيما بعد وأغلقت الهاتف وتابعت مشاهدة الفيلم عندها دقت الساعة معلنةً انتصاف الليل حيث كان موعد اصدقائي للمغادرة ، لطالما كنت اكره هذا الوقت فقد كنت اشعر بالضجر والوحدة خلال الوقت المتبقي من الليل ، جلست على الاريكة وانا اتصفح رسائل هاتفي وسرعان ما ظهرت تلك الرسالة في وجهي ، وجدتها فرصة لمحادثة هيلدا فاتصلت بها وسألتها ان ماكنت هي من ارسلها واجابتني بالنفي اعتقدتها تمزح فهي غالباً ماتفعل ذلك فتجاهلت الامر وبدأنا بالحديث عن امور كثيرة لا علاقة بها بالأمر لقتل الوقت حتى غلبني النعاس ونمت وانا احدثها
استيقظت صباح اليوم التالي في الساعة الرابعة بعد الظهيرة على صوت رنين هاتفي الذي لم يتوقف عن فعل ذلك منذ ان استيقاظي كانت سينيثيا ! اجبت عليها والغضب يعتريني بسبب ازعاجها لي بهذا الشكل ، وسرعان ما تلاشى غضبي بعدما سمعت نبرة صوتها الجدية وهي تصرخ : جوليا ، ماذا تفعلين نحن الأن في منزل هيلدا !
- ماذا تفعلون هناك!
بدأت تبكي وهي تصرخ : يالكِ من بليدة لقد مرت فترة على موت هيلدا وانتِ هكذا !
كانت الصدمة تعتريني وانا اسمع صوت سينيثيا الباكي وجونا من خلفها يحاول تهدئتها ، لقد كنت احدثها بالأمس وكانت في اتم عافيتها ... كيف حدث هذا ؟!

نهاية الفصل الثالث عشر

Evil everywhere | الشر في كل مكانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن