الفصل السابع عشر : ندم

171 17 8
                                    

اشاح سيباستيان رأسه بسرعة مركزاً بصرة على الباب بقلق  : تباً ، من اين يحضر هذه الاشياء !!
ضحكة شريرة صادرة من خلف ذلك الباب : من الذي سينجو بحياته ؟
ثم كسر الباب كله حتى اصبح قطعاً متناثرة على الارض ووقف مايكل امامهم حاملا الفأس ويصرخ بغضب : كل من يعرف سري ، يتوجب عليه الموت !!!
صاحت جوليا بفزع منكرة ذلك : أيُ سر ؟ ، نحن لا نعرف اي شيء عنك ! ، لذا توقف !!
- كفي عن الكذب !!
قاب ذلك وهو يتوجه بسرعته القصوى ناحيتها قاصدا قتلها ، لكن سيباستيان باغته بضربةٍ من تلك العصا مُصيباً الفأس الذي يحمله فجعله يطير حتى هوى على الارض ، لكن العصا التي كان يحملها انشطرت الى شطرين جراء تلك الضربة
اصبحت ايديهما الان خاليتان من اي سلاح ، كانا ينظران الى اعين بعضهما بكل حرص خشيةً من ان يقدم احدهما على فعل حركة يباغت بها الاخر
قطع ذلك السكون المُربك ضحكة سيباستيان الساخره موجهاً له : حسناً ، لن اكذب عليك انا اعرف سرك
مما جعل دماء مايكل تغلي غضباً بسبب ضحكته الساخرةِ تلك ، لكنه التزم الصمت حيث  جعل سيباستيان يردف : لكني لا اعرف مالذي يدفعك للقيام بذلك ، ان لم تمانع ،ماهو هدفك ؟
ضحك ضحك مدوية وطويلة قبل ان يقول  يالك من احمق ، اتتوقع مني اخبارك  كُف عن الحماقة ، هدفي اكبر من ان ...
اتسعت عيناه بقوة من الم فظيع يبتدئ من صدره وحتى  معدته ودمائه تتناثر امامه لم يستطع رؤية شيء سوى اللون الاحمر ، قال وعو يهوي الى الأرض : متى فعلت ذلك ....
كان سيباستيان يقف امامه ممسكا بالفأس وهو يلهث ، ثم اتجه الى جوليا وهو يربت عليها بإبتسامة : احسنتِ بإعطائي الفأس
كانت الدموع متجمعةً في عينيها وهي تقول بذعر : هل مات ؟
نظر سيباستيان بإتجاهه ثم اجابها : اعتقد ذلك ...
قاطعهما صوت انهيار الجدار خلفهما حيث اصبح كالفجوة متوسطة الحجم وكأن احدهم يدعوهما للدخول إليها
نظر سيباستيان لجوليا بجديه قبل ان يقول : لندخل ، لا مجال للتردد لم يتبقى الكثير من الوقت
اجابته بحزن : معك حق
دخلا الى تلك الفجوة ، كانت مظلمة ضيقة بعض الشيء لكنها على الاقل تكفي للوصول الى الجهة الاخرى منها ، واخيراً بدأ الضوء يظهر من الجهة الاخرى
صاحت جوليا : انه ضوء القمر !!! ، انه المخرج صحيح
ابتسم سيباستيان ابتسامة عادئة وهو يقول : ربما!
لكن عندما خرجا من تلك الفجوة الاشبه بالجحيم لصغرها وظلمتها الموحشة اصابتهما خيبة كبيرة حيث اصبحا داخل ممر طويل مظلم لا ينيره الا ضوء القمر الذي يصدر من احدى النوافذ الزجاجية .
نظرت جوليا الى تلك النافذة المطلة على القمر بحزن : نحن مانزال داخل القصر
تنهد سيباستيان بضيق وقال محاولا اعادة الأمل الى نفسيهما : لا بأس ، قد نجد شيئا في ناهية هذا الممر
كان طويلاً جدا حيث لم يكونا يستطيعان الوصول ببصرهما الى نهاية ، لت يعلمان ان كان يخبئ لهما ابخير ام الشر ، لكن فس النهاية لا يوجد مكان غيره يذهبان اليه
بدآ بالمسير بخطىً بطيئة ومترددة ، والصمت يملأ ارجاء القصر ، لا يوجد شيء تستطيع سماعه سوى صوت المطر الغزير في الخارج وصوت الرعد المدوي ، نبرة حزن تخرج من صوت جوليا وهي تقول : لا اعرف ... هل من الجيد ان ابقى حية ؟
كان سيباستيان ينظر امامه ، تجاهل سؤالها لكنه بادرها بسؤال اخر : هل تعرفين امرأةً تدعى آشلي ؟
طأطأت رأسها بحزن وهي تقول : ان كنت تقصد اذا ماكنت اختطفتها ام لا ، فأنا في الواقع لا اتذكر اسماء جميع من قمت بإختطافهم ...لكن لماذا تسأل
قاطعهم قدوم شيء من المجهول يقوم بالهجوم على سيباستيان وسط صراخ جوليا : مايكل !!!!!
كان وجهه وجسده مليئان بالدماء بدى وكأنه يتحرك من غير عقل والغضب يتطاير من عينه ثم صرخ : لقد قلت لا احد يعرف سري وينجو بحياته !!!
حاول سيباستيان جاهداً ابعاده عنه حتى رماه بعيداً عند احدى النوافذ التي كُسرت جرّاء اصتدامه بها ، لكنه قبل ان يسقط امسك بقدم جوليا ليسقطان معاً من  فوق الطابق الثالث !

نهاية الفصل السابع عشر

Evil everywhere | الشر في كل مكانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن