الفصل الخامس : شَك

452 33 6
                                    

نهض سيباستيان من على مقعدة وتصنم ورائها وهو يربت على كتفها محاولا تهدئتها : حسناً حسناً يكفي ذلك ، اذهبي للنوم تبدين متعبة
ساعدها في النهوض وسارا معها في الممر الطويل حتى وصل لغرفتها : شكرا لك

عاد الى المطبخ ليجد جوزيف جالساً هناك ، جلس بجانبه وهو يتمتم : تباً

- سيباستيان ، ماذا برأيك كانوا يفعلون بالمخطوفين؟
اخرج سيجارته وبدأ بإشعالها وهو يقول : لا اعلم ولا اريد التفكير بذلك
طأطأ رأسه بحزن : انا ايضاً ...
- اصبح لديك ورقتان الآن ولا اعتقد بأنك ستحصل على اكثر من ذلك الآن الجميع نيام ، لذا اذهب وخذ قسطاً من الراحة ولنكمل ذلك فيما بعد
اومأ بالموافقة على اقتراحة مع انه كان يشعر بأنه لا يجب عليه التوقف الآن الرقت ضيق ! لكن ما باليد حيلة

توجها الى غرفتهما حيث كانتا متجاورتين لبعضهما .
دخلا اليها : تصبح على خير
- تصبح على خير

بعد تفكير طويل دار بين انفسهم غرق الجميع في النوم

كان القصر اثناء ذلك مظلم ويعمّه الهدوء والسكون المرعب والستائر تتحرك يميناً ويساراً بفعل الرياح وهي تصدر اصواتاً خفيفة لكنها مزعجة تمتزج مع اصوات حفيف الاشجار التي اخيط بالقصر كاملاً! والقمر الذي يطل من احدى النوافذ ايضا اخذ دوره في جعل القصر كمنزل اشباح !
----------------------

الساعة السابعة والنصف صباحاً
اشرقت شمس الصباح الدافئة واخترقت خيوطها الذهبية نوافذ القصر الطويلة عموديا ، جاعلةً اياه مُنيراً يبعث الراحة والطمأنينة في النفس .

استيقظت صاحبة الشعر الذهبي الطويل من فراشها الواسع ابيض اللون ومنقوش عليه رسومات باللون الذهبي ، وقد بدى وجهها مُتعباً من كثرةِ بكائها ليلةَ امس ، يبدو انها لم تنَم جيدا ! ، اتجهت ناحية الستائر ثم فتحتها بكلتا يديها لتنير الشمس اركان الغرفة المظلمة
همت بالذهاب لدورة المياه لتغسل وجهها لعل آثار البكاء والتعب تختفي من على عينيها الزرقاوتين الناعستين، فتحت الباب لترى صاحبة الشعر القصير جوليا تقوم بغسل وجهها ايضاً وقد بدى عليها آثار التعب ايضاً وكأنها لم تستطع النوم ليلةَ امس !
التفتت ناحية الشخص الذي دخل عليها : اوه مرحباً هيذر
- مرحباً
قالت متسائلة : يبدو عليكِ التعب هل حدق لك امر ما ؟
ادارت رأسها بعيداً حتى لا تنظر الى عينيها : انا بخير
امسكت كتفيها بكلتاَ يديها وقد رسمت ابتسامة جميلة على وجهها : نحن الفتاتان الوحيدتان هنا ، لذا اذا حدث لمِ امر ما لا تترددي بإخباري وانا سأفعل المثل ، موافقة ؟
لم تكن هيذر مرتاحة لجوليا لكنها اومأت بالموافقة اضطرت ان توافق على اقتراحها ولا تعلم السبب !

تراجعت جوليا الى الخلف قليلا وهي تقول : اذاً اذا كنتِ موافقة فأخبريني مابكِ ؟
- لقد اعطيت ورقتي لجوزيف ليلةَ امس
بدى عليها الذهول بعد أن سمعت كلامها : ولماذا فعلتِ ذلك؟
- شعرت بالقلق عليها
رفعت عينيها لتصبح امام عيني جوليا مباشرة : الن تعطيه ورقتكِ ؟
اومأت سلباً : لا أعتقد ذلك
لم تستطع هيذر تمالك اعصابها بعد ان سمعت جوابها ، وقد على صوتها : لماذا ؟؟!! ، سيموت ان لم تفعلي !
قالت وقد اصبح صوتها مرتفعا كذلك : حتى وان فعلت انا ، لا اظن بأن الاثنان المتبقيان سيفعلان !!

Evil everywhere | الشر في كل مكانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن