الفصل العاشر : قاتل ؟!

213 19 6
                                    

عاد الرجل الى واقعه المرير ليجد نفسه في غرفته الكئيبة حيث جعلت حالته تزداد سوء ًواخذ يخاطب نفسها معاتباً اياها : لماذا جئت الى هنا من الاساس
سكت لوهله محاولا تذكر سبب مجيئه الى هذا المكان الفظيع عندها فأغمض عينيه والهم بادٍ على وجهه وكأنه تذكر السبب : صحيح ذلك بسبب آشلي ، بحثت عنها في كل مكان آنذاك ولم اجدها لذا من المؤكد بأنه تم  خطفها تماما كهيذر
اطلق تنهيدة قوية ثم اسند رأسه على المقعد : لكن هل استطاعت النجاة ؟

--------------------

- نتعاون؟ ، كيف ؟ ،في ظروف كهذه لا مجال للتعاون
  رفع مايكل حاجبه متسائلاً
فأجابه والابتسامة مازالت مرسومةً على شفتيه : بلى هناك طريقة ، انت تعرف الحل للغز الصندوق لكنك خائف من ان تُفضح اليس كذلك ؟
ارتبك الرجل من جديد حيث كان يفكر كيف يمكن لجيرهارد ان يعرف كل هذا عنه ؟! فإكتفى بالإعتراف بالحقيقة فتنهد مستسلما له : نعم معك حق ومالذي ستفعله ؟
- بسيطة سنقتل جميع المتواجدين هنا حتى لا يبقى سوانا نحن الاثنين ونخرج من هنا سالميْن
اطلق مايكل ضحكة قصيرة ثم قال : كعادتك متعطش للدماء
- هل افهم من كلامك هذا بأنك موافق ؟
- تستطيع قول ذلك
عندها اتسعت ابتسامة جيرهارد، حيث كان يفكر بأنه يستطيع اخيراً النجاة من هذا الجحيم فقال بصوت خافت محدثاً مايكل : رائع! ، لنناقش هذا الامر في غرفتي الأمر خطير هنا
اومأ مايكل برأسة موافقاً على اقتراحه ومضا معاً لغاية الغرفة قبل ان تعترض طريقهما جوليا التي كانت تحمل كوباً مملوء بالماء وتنظر ناحيتهما بنظرات مليئه بالارتياب ، تجاهلها وأكمل طريقهما للغرفة اتخذا مقعدين بجانب النافذه وبدأ مايكل بالحديث اولاً : قبل ما شيء اريد سؤالك ، كيف استطعت معرفة هويتي ؟!
رسم جيرهارد على شفتيه ابتسامة بلهاء ثم اجابه بتوتر : لأُصدقك القول ، لم اكن متأكد من ذلك لكن لا ضير من المحاولة
عقد مايكل حاجبيه في استياء فقد ادرك حالياً مدى غبائه وانه بأمكانه ان ينكر الامر لولا توتره الشديد !
اردف جيرهارد محذراً اياه : وايضاً يجب ان ننتبه من تلك المدعوة جوليا ، لقد رأينا نسير معاً ومن الخطر فعل ذلك هنا فبالتأكيد سيعتقدون بأننا ندبر لشيء ما .
همهم مايكل بفهم : معك حق!

----------------------

في اخر الرواق الطويل الموجود في الطابق الثاني من القصر جلست هيذر في احدى زواياه ومازال الرعب متمكن من جزء منها وقد تبعثر شعرها الطويل على وجهها حيث اختلط مع دموعها ، اتسعت عيناها وقد بدا عليها شيء من الارتياح عندما رأت جوليا تسير بخطىً سريعة وهي تحمل كوباً من الماء وتتمتم بعبارات الاعتذار بسبب تأخرها
صرخت هيذر وهي تمسك ردائها بشدة : لا اتركيني مجددا هكذا !
أردفت بعد ان أخفضت من نبرة صوتها وأظهرت تعابير الحزن : ليست الا مسألة وقت قيل ان نموت جميعاً ، تبقت اربعة ايام ، هذا اذا لم نمت قبل ذلك
صرخت جوليا معاتبة اياها : لا  لن يحدث هذا ، ستنجو جميعاً
مدت لها الكوب وهي تقول : خذي ، هذا سيهدئ من روعك
أمسكت جوليا بيديها لتساعدها على الوقوف : عليك ان تحصلي على قسطٍ من الراحة ، سأخذك الى غرفتك
اومأت هيذر بالموافقة وبدأتا بالسير حتى توقفت جوليا فجأة اما باي غرفة جيرهارد ، تسائلت هيذر عن سبب توقفها المفاجيء : لماذا توقفتِ ؟
إجابتها بحذر : اخفضِ صوتكِ
ثم جعلت إذنها ملاصقة للباب لعلها تسمع قليلا من الحديث الذي يدور بينهما .
- بالمناسبة جيرهارد كم تبلغ من العمر الان ؟
- لماذا تسأل هذا السؤال المفاجىء ؟ !
- انت تعلم بأن هناك حد محدد لأعمار الذين يعملون على الاختراع اليس كذلك ؟
- في الواقع لم اكن اعلم !
- هل لك ان تجيبني اذا ؟
- حسنا انه ٥٧
عم الهدوء ارجاء المكان لفترة حيث جعل جوليا توتر كثيرا بإعتقادها أنهما اكتشفا امرها .
قطع ذلك الهدوء صوت ضحك مايكل المريب ليلحقه ببعض من الكلمات : اوه جيرهارد يالك من مغفل !
أُصدرت اصوات تدل على انه نهض من مكانه وبدأ يسر بخطى بطيئة ثم توقف في مكان ما وأردف : فكرتك غبية حقاً ، نحتاج لمعرفة اعمار جميع الموجودين حتى نتمكن من النجاة
صرخ مايكل برعب : ما .. ماذا تفعل !!!
ولحقه صوت يشبه صوت انكسار عظم إنسان !
لم تتمالك هيذر نفسها فأطلقت نصف صرخة قبل ان تتمكن جوليا من إسكاتها بوضع يدها على فمها فتحولت صرختها الى دموع عزيرة ، أمسكت جوليا معصم هيذر وركضت بها بسرعة بالتجاه غرفتها اقفلت الباب بسرعة وبدأت بإلتقاط انفاسها والأفكار تتصارع في ذهنها
هيذر بصوت مرتجف ومازالت تبكي : ماذا حدث  ، هل مات جيرهارد ؟
إجابتها وهي ماتزال تلهث : لا اعلم !
- اذا ماذا سنفعل !
كانت جوليا آنذاك تفكر بعمق بحديث مايكل وجيرهارد : الاعمار ؟ ، هل هي مفتاح الصندوق ؟
عندها التفت بسرعة ناحية هيذر وسألتها بعجلة : هيذر كم هو عمرك ؟
صرخت هيذر باكية : ماهذا السؤال المفاجىء ، هذا ليس الوقت المناسب لهذه الاسئلة جوليا !!
حاولت جوليا ان تهدئ نفسها فأخذت نفسها عميقاً ثم أخرجته وأمسكت بكتفي هيذر قائلة : اعمارنا هي مفتاح خروجنا من هنا !، وايضاً لن يستطيع مايكل قتلنا وهو لا يعرف اعمارنا لذا إياك ان تخبريه
اومأت برأسها ايجابا ثم أردفت جوليا : لقد تأخر الوقت الان لننم ثم نخرج غدا لنخبر سيباستيان بالأمر ونحاول حل اللغز .
مسحت هيذر دموعها بيديها حيث قد هدأت قليلا : معكِ حق
وبعد تفكير طويل غطتا في نوم عميق ..

نهاية الفصل العاشر

Evil everywhere | الشر في كل مكانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن