الفصل الثاني عشر : الغرفة في الطابق الثالث

207 20 11
                                    

وقف سيباستيان امام الصندوق حائراً محاولاً ترتيب افكاره ، مد يده ليحرك الأزرار الخمسة الموجودة عليه وقال محدثاً نفسه : الأرقام هي فقط من صفر الى تسعة لكن اعمارنا تحتوي على رقمين !، ليس هذا فقط بل وكيف لي ان اعرف مكان كل رقم ، تباً !
اخرج علبة سجائره المعتادة التي كان دائماً مايضعها في جيب بنطالة ليجدها فارغة، أغضبه ذلك فرمى بها بغضب على الارض وهو يلوم نفسه : تباً لماذا احضرت واحدة فقط !
حاول تهدئة نفسه حيث كان يفكر بأن لي هذا الوقت المناسب للغضب وبدأ بترتيب افكاره : حسناً عمري هو ٤٥ وقالت جوليا بأن عمرها ٣٦ والارقام في الصندوق من صقر الى تسعة ، هذا يعني بأن علي اخذ احد الرقمين وليس كلاهما ...
قاطع تفكيره قدوم جوليا سائلةً اياه : اذا؟ ، هل توصلت لأي شيء ؟
- قليلاً فقط ماذا عنكِ
تنهدت بضجر وإجابته : كان مايكل يحاول فعل مابوسعة ليمنع هيذر من ان تقتل نفسها
قال بذهول : هل حاولت الانتحار ؟
ثم أشاح ببصره قلقاً وأردف : يبدو ان وضعها يزداد سوءً
- لا تقلق انها نائمة الان ، لكن مايجب علينا القلق عليه حقاً هو مايكل ما إن نخبره بأعمارنا فلن يتردد في قتلنا بكل تأكيد ، لذا أوصيت هيذر بأن تلتزم الصمت اذا سألها
بدأ الصمت يتسلل الى ارجاء المكان والاثنان يراقبان الصندوق بصمت وكل منهما غارق في افكاره حتى قطعته هيذر قائلة وهي مازالت تحدق في الصندوق : لكن مايثير استغرابي هو امر قاله مايكل لهيذر جعلها تهدأ فجأة!
عاودت النظر الى عيني سيباستيان التي كانت وكأنها تقول *اكملي!*
ثم أردفت : لقد قال ، لن تُسعد كورتني بذلك ، في الواقع اشعر وكأني اعرف ذلك الاسم من قبل لكن لا اعرف كيف
بعدما نطقت  بذلك شعرت بالحرارة تسير في جسمها وقطرات عرقها بدأت بالإنزلاق أسفل عنقها ، رسمت ابتسامة مرتبكة وقالت : اوه ، بالمناسبة مالذي اكتشفته ؟
لاحظ سيباستيان ارتباكها الشديد لكنه أجابها متغاضياً عن شكوكه : صحيح ، هل اخبرتكِ هيذر عن عمرها
- اجل ، لقد سألتها ، ٣٣
ابتسم ابتسامة نصر وهمهم : جيد، هذا يعني اننا سنختار الرقم الأول
اتجه ناحية الصندوق ليركز نظره على الرموز الموجودة على الصندوق وهو يصدر اصوات تدل على فهمه لأمر ما .
بدأ صبر جوليا بالنفاذ حيث سألته : مالذي تفكر به؟
- أتتذكرين ماقاله صاحب الصوت ؟ ، هناك شيء يربطنا ببعضنا نحن الخمسة
نظر اليها بعينان صديقتان وأردف : اعتقد ان جرائم الاختطاف لها علاقة بهذا كله
اتسعت عينا جوليا بذهول : كيف ذلك !!؟
قاطع حديثها قدوم مايكل الذي كان يحاول ان يظهر على وجهه البرود وعدم المبالاة لكن ارتباكه كان دائماً مصدر خسارة له ، شدت جوليا قبضتها بعصبيه وهي تشتمه في نفسها : تباً ، ليس الان
همس سيباستيان لها بأن تلتزم الصمت وتنسى كل شيء اخبرها به حالياً ، اومأت برأسها بثقة وكأنها تقول له * اعرف ما أفعل*
كان الجو موتراً ، الجميع يرمق بعضهم بعضاً ، الهدوء يخيم على المكان لم يكن هناك اي صوت ماعدى صوت ارتطام قطرات المطر الخفيفه على نوافذ القصر وسرعان ما بدأ صوتها يعلو اكثر فأكثر ، كسرت جوليا حاجز الصمت المُريب هذا قائلة بهدوء : لقد بدأت تمطر !
سكتت قليلاً لتوجه نظرها الى نوافذ القصر لتردف وقد كان الحزن بادياً في عينيها : لقد مر وقت طويل منذ ان تنفست هواء نقياً ، اشتقت للعودة !
لم يكن مايكل مشتاقاً لهذا الشعور فقد اعتاد على حبس نفسه في بيته لمدة اطول من ذلك بكثير ! لكنه فضل ان يوافقها الرأي : معكِ حق ..
قال سيباستيان وقد كان صوته اعلى من صوتهما : اذاً لنتعاون معاً لأجل الخروج من هنا !..
اجابه مايكل رافعاً حاجبه : ألديك خطه ؟ !
همهم قائلا : ليست خطة لكن نحن لم نقم بإستكشاف الطابق الثالث بعد أتذكرون عندما تم اخبار جوزيف بأن يتوجه للغرفة التي في الطابق الثالث بعدما يجمع الأوراق ؟
شد على قبضته وحاول تمالك نفسه من ان ينفجر غاضبا عليهم وأردف مُحافظاً عبى هدوءه : حسنا .. مات قبل ذلك ، لذا من الممكن ان نجد شيئاً يساعدنا هناك !
كانا ينظران اليه بنظرات ذهول حيث كانا يفكران : كيف لك نُفكر بهذا من قبل ! ان كان صاحب الصوت اخبر جوزيف بالتوجه للغرفه بعدما يجمع الأوراق فحتماً هناك طريقة للتواصل مع صاحب الصوت

نهاية الفصل الثاني عشر

Evil everywhere | الشر في كل مكانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن