الفصل الثامن و الثلاثون_ضياع

284 23 4
                                    

-------

   و كأن الحياة لا ترغب بإعطائي الراحة.. تجعلني أتلقى الصفعات من حيث لا أحتسب

هل يمكن أن تكون سيليس خائنة حقاً؟ لا يمكنني التعايش مع هذه الحقيقة

صحيح أني إنسانة هادئة و أتحكم جيداً بمشاعري لكن الأشخاص مثلي هم الأكثر عرضة للتحطم حين يتعرضون للخيانة لأنهم حين يتعلقون بشخص ما .. من الصعب عليهم تفهم حقيقة رحيله

لم ألحظ أني بقيت ثلاث ساعات كاملة في الحديقة السرية شاردة بمياه البركة بينما أتخبط في إعصار أفكاري حتى دخل الدوق هيراكليس دي آريس و كان وجهه يحمل أمارات القلق

" يوليا !! حمداً لله .. أنت هنا.. لقد خفتُ أن مكروهاً أصابك"

' و لما ستظن ذلك؟'

" هل شعرت بنفسك ؟ لقد اختفيتِ لثلاث ساعات و يحصل هذا مباشرةً بعد خبر مقتل اليدا الغريب

خفتُ أن المجرم وصل لك و استطاع إيذاءك"

بشكل لا إرادي رفعت يدي و أمسكت بالقلادة التي وضعها استين حول عنقي.. أياً يحصل فإني - لسبب ما- مؤمنة أنها ستحميني ..

أعدت نظري نحو مياه البركة أنظر لانعكاسي.. وجهي المتعب.. عيناي اللتان تحبسان بإتقان كل تلك الدموع
الوسادات السوداء أسفل عينيَّ ..

خرجت تنهيدة يائسة من فمي ليتقدم نحوي الدوق و يقف بانتصاب كعادته ..

" تشعرين بالضياع ؟" سأل بهدوء

أومأت بحزن...

" أعلم أنك تعانين.. أنا أشيد بصبرك و قدرة تحملك لكل هذه الصدمات يوماً بعد يوم... " قال بفخر و ابتسامة هادئة

لم أنطق بحرف.. كنت أفتح فمي و أعيد إغلاقه، أحاول قول شيء لكني عاجزة.. شعور سيئ.. سيئ جداً

" إن كنت أستطيع مساعدتك فلا تترددي عزيزتي " قال بهدوء

" في الحقيقة...." قلت بصوت مهزوز

نظر لي باهتمام فسارعت لتغيير نبرة صوتي إلى أخرى قوية و واثقة " تذكر حين سألتني عن سبب اختياري لسيليس حارسة ؟"

" نعم.. قلت لي حينها أن الولاء لا يأتي بالقوة و أنك تؤمنين بقدرات سيليس"

" لقد كنت أكذب"

نظر لي باستغراب لأقول " لم ألتقي سيليس حينها و لا مرة سابقاً و لم أكن أعرف مؤهلاتها

لكني رأيت شيئاً مني فيها .. رأيت أني سأكون الفتاة التي ستغير سيليس و تجعلها في صفها.. ظننت أنه بإمكاني فعل كل شيء و تغيير الواقع لصالحي .. لقد اغتريت بنفسي كثيراً.. ظننت حقاً أني قادرة على جعل الجميع يقف معي

و دون أن أنتبه...

كنت أسعى بذلك لجذب الأنظار فقط.. الشيء الوحيد الذي كنت أكرهه"

روح مظلمة|| 𝕯𝖆𝖗𝖐 𝖘𝖔𝖚𝖑حيث تعيش القصص. اكتشف الآن