روح مظلمة|| 𝕯𝖆𝖗𝖐 𝖘𝖔𝖚𝖑

الفصل الرابع و الأربعون/وحش الأركوس يخضع للشر المدقع

     " رباه ما هذا !!" قلت هذا داخل عقلي بصوت غير مسموع حين انفرغ فاهي لرؤية وحش عملاق أسود أشبه بالتنين و مقيد بعدة سلاسل معدنية ثقيلة للغاية
بينما يزمجر بغضب و يحاول فك السلاسل عنه بقوة .. زمجر بقوة في وجه استين الواقف أمامه بكل هدوء
و بسبب زمجرته خرج هواء قوي مرفق بلعاب,  تطاير به معطف و شعر استين اللذان يتنافسان في السواد ..

كنت أحمي بيدي نفسي من ذلك الهواء بينما مازلت أختبئ عن الأنظار عند مدخل المغارة التي فيها الوحش

" ربما كان عليٌّ أن أضيف إلى صفاتك .. أنك حشرية.. لم أتوقعك هكذا" نبس استين بهدوء بدون أن يستدير لكني أدركت أنه يكلمني فخرجت بخجل طفيف من مخبأي و ظهرت أمامه بقوة مزيفة

" ماذا تفعلين هنا؟" نبس ببرود و قوة أخافني

" في الحقيقة ..." أغلقت عيناي أحاول التفكير بحجة ما تنجدني لأفتحهما و أنبس:' احزر ماذا؟ كنتُ ألاحقك"

رفع حاجبًا واحداً و كأن لسان حاله يقول ساخراً [ أقسمي لأني لا أصدق]
حولت الموضوع لموضوع آخر أكبر حجماً و أكثر شراسة:" إذاً خاطبي العزيز لم تخبرني أن لديك حيوان أليف كهذا في منزلك !"

دوماً ما أقول[ خاطبي العزيز] كلقب للسخرية لا أكثر لكن استين يقلب عينيه كلما قلت ذلك
هذه المرة لم يقلب عينيه هو فقط أغلقهما بهدوء ثم قال:" اخرجي من هنا"

اقتربت منه بتحدي رغم فارق الطول بيننا لأقول رافعةً سبابتي:" لا لا لا .. لم تحزر يا عزيزي .. فأنا ’ لا أحب مشاهدة العروض البطيئة و أحب تسريع الأحداث لكشف الحقائق’"

قلت ذلك بسخرية أذكره باليوم الذي كشف فيه سري الصغير عن قوتي أمام الدوق في أول اجتماع حضرته.. حينها قال ذات الكلمات لي

"إذًا كوني طفلة عاقلة و اجلسي بهدوء حتى أنتهي" قال بطريقة مزعجة ليستدير نحو الوحش الغريب الذي كانت عيناه تحدقان بي بشراسة .. لا يا صاح فأنا لست وجبة شهية سأسبب لك توعكات صحية لاحقاً

زمجر الوحش بقوة شديدة لدرجة أن استين لم يقدر على السير خطوة أخرى و اضطر كلانا لإغلاق عينيه لبعض الوقت
تشققت الجدران الحجرية بخفة و تناثر بعض الحصى حولنا ، بعض التراب دخل عيني و تسبب بشعور مزعج للغاية

حتى استين بدا مصدومًا من ردة فعل الوحش الغريبة

شيء ما يناديني .. وحش .. كيان ..
القوة !
نعم.. القوة العظيمة بقلب هذا الوحش تجذبني كما لو أنني أرى حيوان لطيف و ليس وحش جبار مفترس

حاول استين الاقتراب من الوحش لكن الوحش كان يتحرك بعشوائية كلما حاول استين إمساك أحد سلاسله

" ما بك؟! لم تتمرد هكذا يوماً !" قال استين بنبرة قلقة أسمعها لأول مرة منه .. أظننا نعاني مشكلة حقاً