الجزء الأول

518 14 12
                                    

سارة عمرها 22 سنة
كانت ساكنه في فيلا لكنها رغم ذلك لا تتمتع بصفات الترف و الدلال
مقارنه بأخوتها،كانت صبوره،و تحب مساعدة أخوتها في كل شيء.

في يوم من الأيام أحضر طالب اسطوانتين غاز
و أول ما دخل البيت نادى قائلا:سوير،سارة!
جاءت سارة مسرعه و هي تقول:طيب طيب هاذاني جيت،
عسى ما شر؟
قال طالب:ما تشوفين اسطوانات الغاز قدامك؟
قالت سارة:إلا شفتها،وش فيها؟
تنرفز طالب و قال:شيلي لك وحده منها!
قالت سارة:بس الاسطوانه ثقيله،ما اقدر اشيلها.
قال طالب:بتشيلينها ولا...
قالت سارة:خل رائد يشيلها.
قال طالب مناديا:رائد،شيل معي اسطوانة الغاز.
كان رائد مستلقيا على الكنب و مسند ظهره على المخدة الموجوده
على حافة الكنب و جالس يلعب بالجوال،و لم يكن يسمع أخوه لأنه
كان مشغول باللعب،كان طالب ينتظر الجواب،لكنه لم يسمع حتى همس
فصرخ قائلا:رائد،يا الأصم،روييد و صمخ!
قفز رائد من الخوف و رفع نظارته و قال:سم!
قال طالب:سم الله ابدنك،لي سنين و أنا انادي عليك،
ليش ما ترد؟
قال رائد و هو مرتبك:ها؟كنت آآآ...كنت آآآ...و أنت وش تبي؟
قال طالب:قم،قامت قيامتك،قم عاوني بالاسطوانات.
قام رائد و أمسك بظهره مدعيا بأن ظهره يؤلمه و أخذ
يأن و يقول:آآآه،ظهري يعورني،ما أقدر اساعدك،اعفيني عافاك الله.
و جلس على الكنب.
رفع طالب حاجبه و تكتف:باللاهي؟قم قم،قم خلصني،
قال ظهري،قم ما فيك إلا العافية،قم ولا من صدق رح تشتكي من ظهرك
قم يلا.
قال رائد و هو يقوم من على الكنب و يمسك بظهره و بدأ يمشي
بصعوبه:طيب جايك،حسبي الله عليك من أخ،ما ترحم ولا تخلي رحمة
الله تنزل.
تأثرت سارة من منظر أخيها و هو يتألم من ظهره
و قالت:خله،ما تشوفه يتوجع،مسكين كسر خاطري،خلني أنا عاونك فيها.
قال طالب:أنتي صدقتي إن أبو أربع عيون ظهره تألمه"نظر إلى رائد"
اسمع يا جدي،ترى تمثيلك ما يمشي علينا،امش مثل الخلق ولا بجيك
أخليك تقلب صاروخ.
قال رائد:حاضر!و اعتدل في مشيه حتى وصل إلى اسطوانات الغاز
و عاون أخوه في نقلها للمطبخ.
بعد أن انتهوا قال طالب:يلا اطبخي الغدا،بس لا تحسبين حسابي
أنا و نورة لأنا با نروح نتغدا بالمطعم،زين؟
قالت سارة:طيب.
و خرج من المطبخ و مشى حتى وصل بجوار السلم
و قال مناديا:نورة!نورة!
نزلت نورة و هي تقول:يلا،يلا هذاني نزلت!
فنظر إليها طالب و قال:يلا ما صارت،كأنا رايحين عرس
مو مطعم.
قالت نورة:يلا خلصت،قلت لسارة ما تحسب حسابنا ع الغدا؟
قال طالب:اي،قلت لها.
قالت نورة:زين،يلا مشينا.
فخرجوا من المنزل.كانوا يمشون بحديقة المنزل ثم فتح طالب
الباب فإذا بابن عمه عبدالله واقف أمامه
فلما انتبه إليه طالب ابتسم ابتسامه عريضة و قال:أهلييين،بولد العم.
و صافحه قال عبدالله:هلا فيك.
قال طالب:أشلونك؟ش خبارك؟عاش من شافك.
ضحك عبدالله و قال:بخير الله يسلمك،و أنتوا أشلونكم؟ش خباركم؟
قال طالب:حنا بخير دامك بخير،ها خلصت اجازتك؟ولا لسا؟
قال عبدالله:باقي معي بكره،و اللي بعده بسافر.
قال طالب:بالتوفيق إن شاء الله،تفضل،تفضل.
قال عبدالله:يزيد فضلك،على فكرة وين رايح؟
قال طالب:ابي اروح أنا و المدام نتغدا برى،بس أنت ادخل ترى
رائد موجود.
قال عبدالله:صحتين و عوافي مقدما.
ضحك طالب و قال:تسلم يالغالي.
و دخل عبدالله أما طالب فركب سيارته و ذهب.
مشى عبدالله في الحديقة فرأى كرسيا فجلس عليه
و اتصل على رائد،كان رائد منهمكا باللعب على الجوال
حتى رأى"عبدالله يتصل بك"تأفف رائد و قال:لا حوول،ناقصني
الحنطي،قطع علي موسم من الحماس."ضغط على زر المكالمه"
و قال:نعم!
ابتسم عبدالله و قال:نعم الله عليك،ابيك تطلع لي تراني
قاعد بالحديقة.
فتح رائد عينيه إلى آخر حد من كثرة الدهشة
و قال:بالحديقة؟أشلون دخلت يالبريعصي؟
ضحك عبدالله و قال:أخوك طالب فتح لي الباب.
قال رائد:آه يا قليل الحيا،ولا كلف خاطره يجي يقول لي
ترى في ضيف برى،حسبي الله عليه من أخ،خلاص الحين طالع لك.
و قام من فوره و ذهب إلى المطبخ و قال:سارة"نظرت إليه سارة"
سوي لنا شاهي،ترى عبدالله قاعد بالحديقة.
قالت سارة:حاضر،طيب ازود الغدا؟
قال رائد:لا ما في داعي،لا تزودين أكيد بيكون متغدي
و على فكرة حتى أنا ما ابي غدا.
قالت سارة:على راحتك.
و خرج من المطبخ ثم خرج إلى الحديقة و مشى حتى وصل
إلى عبدالله ثم سلم عليه و جلسا
قال رائد:ايش سبب هذي الزيارة الفجائيه؟
قال عبدالله:ولا شي،بس حبيت أزوركم لأنكم وحشتوني.
ابتسم رائد و قال:توحشك الديدان و العقارب،"ضحك عبدالله بقوة "
لو إنك صدق تحبنا،كانك تجينا دائما مو بالسنه حسنه،خلينا نحسب
من يوم ما جيت من بريطانيا كم مرة جيتنا؟مرتين بس، المرة الأولى
بعد أسبوع من جيتك جيتنا،و الحين المرة الثانية اللي تجينا فيها.
كان عبدالله يضحك و لم يستطع أن يكلم رائد من كثرة الضحك
قال رائد:أنا بقوم اتطمن على الشاي،على بال ما تخلص ضحك.
و قام و دخل البيت ثم دخل المطبخ و قال لسارة:ها ش خبار شاهينا؟
قالت سارة:هذا هو خلصته.
قال رائد:وين بقية خواتك؟
قالت سارة:فوق بغرفتهن.
حمل رائد الشاي و ذهب به إلى الحديقة و وضع الشاي فوق الطاولة
و جلس و قال:.حيا الله يالبريعصي.
ضحك عبدالله و قال:الله يحيك يا رودي.

خرجت سارة من المطبخ و ذهبت باتجاه النافذة اللي تطل على الحديقة
علها ترى شكل ابن عمها عبدالله لكنها لم تستطع رؤيته بسبب الشجرة
التي كانت تحول بينهما،
فقالت:أشلون اقدر اشوف شكل ولد عمي؟أنا أصلا ما اعرفه
بس كنت أسمع عنه،هذيك المرة جا عندنا قعده أخوي ببيت الشعر اللي
برى،بس الحين فرصتي إني أشوف شكله.
فلما التفت تريد أن تذهب إلى المطبخ و تخرج من الباب الخلفي
فوجئت بوجود أختها الكبيرة إناس و كانت مكتفة و كان يبدو عليها
الغضب فنزلت سارة رأسها
قالت إناس:تبين تشوفين عبدالله؟وش تبين فيه؟
لم تتكلم سارة فأمسكت إناس فكتفيها و أخذت تهزها
و هي تقول:تكلمي،انطقي؟ليه قاعده تطلين؟
قالت سارة و هي تريد أن تبكي:فضول بس...والله ما كان قصدي
شي والله.
قالت إناس:يلا،انقلعي المطبخ انقلعي!
مشت سارة و هي تبكي قالت إناس:على فكرة،سويتي غدا
ولا قاعده تتنقلين من شباك لشباك؟
توقفت سارة عن البكاء و قالت بصوت مبحوح:لا خلصت.
قالت إناس:طيب ايش قاعده تنتظرين،روحي اغرفيها في الصحن.
قالت سارة:إن شاء الله أختي.
و مشت متجهه للمطبخ
قالت إناس:امشي بسرعه بالبليدة،يا الله ما ابردك.

في الحديقة:
قام عبدالله و قال:يلا أنا لازم اروح،تأخرت ع البيت.
قام رائد و قال:بدري!لسا ما قعدنا،المفروض إنك تطول
لأنا ما رح نقدر نشوفك بعد كذا إلا وييييين.
ضحك عبدالله و قال:ودي أقعد،بس الوالده...
قاطعه رائد و قال:ايش فيها الوالده؟بتقعد عندها بكرة طول،
خلنا اليوم نقعد ندردش سوى.و جلس رائد و أمسك يد عبدالله
و هو يقول:اقعد يا رجال،اقعد!
و جلس عبدالله
قال رائد:أشلون البنات هناك حلوات؟
قال عبدالله:و أنا وش عرفني!
فتح رائد عينيه و قال:أشلون اش عرفك؟شكلك تمشي و أنت مغمض.
قال عبدالله:لاااا،بس أنا رحت ادرس ولا رحت ادور على بنات،أنا اش لي
فيهن؟
قال رائد:أنا سألتك مجرد سؤال،فلا تسوي فيها ملتزم.
قال عبدالله:في و في،في حلوات و في شينات،و في النص و النص.
قال رائد:و أشلون علاقتك معهن؟
رفع عبدالله عينيه و بدأ يتأفف
قال رائد:ش بلاك تتأفف؟بعدين وش قاعد تطالع؟
قال عبدالله:اسمع رودي،أنا علاقتي بالبنات علاقة رسمية،
ففي حياتي ما صادقت بنت ولا حبيت بنت نهائيا،ولا كلمت بنت
الا فيما يخص الدراسة،ولا دققت في بنت و قعدت اطالعها،إذا طالعت
فيها تكون نظرة خاطفه و احط عيني ع الأرض،و اذا قربت مني بنت
ابعد عنها قدر المستطاع،و إذا....
قاطعه رائد و قال:درينا،درينا،عرفنا إنك مالك بذي الشغلات،أصلا
من يحبك أنت و وجهك.
قال عبدالله:يحبوني،بس أنا اطنش.
قاب رائد:يصير خير.

رسائل حبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن