أميرة الغابة السحرية.

الفصل الأول: رحلة الى الغابة.

البِدايـة

"ديبارا. توقفي عن القِراءة وتعالي الى النوم صغيرتي"

خاطبت سيلينا ابنتها البالغة من العُمر خمسة عشرة سنة. حيث كانت تقرأ أحدىٰ القصص الخيالية التي قامت بشرائها مساء الأمس من مَعرض الكُتب.

عاندتها الصغيرة بصوت معارض:

"أمي أرجوك دعيني أنهي هذا الكتاب ثم سأخلد الى النوم أعدك"

كانتا بداخل غرفة ديبارا حيث الاضاءة مُطفئة إلَّا من نور خافت من مصباح فوق المنضدة الجانبية للسرير. تنهدت الأُم ثم ذهبت حيث كانت صغيرتها تجلس فوق كُرسي أمام طاولة الزينة واضعة قدميها على حافتها تقرأ بانسجام.

"نحنُ الآن في منتصف الليل 'بارا' لقد تأخرتِ في النوم. عليكِ أن تلتزمي بوقت نومك والَّا لن ادعك تذهبين لشراء الكُتب مرة أخرى"

ألقت والدتها كلماتها عليها بحزم مع أخذها للكتاب من بين يدي صغيرتها التي تأففت بضجر تزامنًا مع وقوفها من فوق مقعدها ثم ذهبت اتجاه السرير بخطى مسموعه. وحين استلقائها غطت جسدها ووجهها تُخفي ملامحها الغاضبة.

"ديبارا. أنظري لي"

"ماذا هناك"

اجابتها بعد ان ازاحت البطانية تنظر لها ببعض الضيق.

"يجب أن نرتب الأولويات في حياتنا لكي نستطيع العيش كما نرغب. فأنتِ لن تكوني سعيدة عندما أُوقضك في الصباح والنُعاس يتآكلك ولن تستطيعي التركيز في المدرسة إذا ما أخذتِ ساعات كافية من النوم"

توقفت لبرهه عن الكلام تزامنًا مع جلوسها بجانب جسد طفلتها. ثم وضعت يدها على رأسها تداعبه بلطف مُستأنفه حديثها

"عليكِ أن تقومي بترتيب أولوياتك وتلتزمي بها ثم يمكنك أن تستمتعي بفعل ما ترغبين. كي تكوني راضية عن نفسك صغيرتي. اتفقنا؟"

اومأت لها ديبارا برضا.

"نعم اتفقنا"

أحنت سيلينا ظهرها تطبع قبلة رقيقة فوق جبهة ابنتها كما تفعل كل يوم قبل النوم. ثم نهضت من فوق السرير تمُد يدها للمصباح فوق المنضدة كي تُطفِئة.

استدارت بعدها ذاهبة حيث باب الغرفة لكنها توقفت على صوت ابنتها الناعس

"أُحبك أمي"

ابتسمت الام بحنان مجيبة اياها بنبرة هادئة

"انا ايضًا احبك صغيرتي. ليلة سعيدة"

خرجت من الغرفة بعد حديثها مُغلقة الباب خلفها.

-------

تمشي تلك الصغيرة بشعرها الاسود الطويل وعينيها الزرقاء في رواق مبنى المدرسة مع صديقها المقرب الأشقر الذي كان يتحدث معها عن أمور عدة دون توقف.