الفصل الثامن عشر: سلالة التنانين.

161 9 6
                                    








-من وجهة نظر فولكر.





يقال أنه في قديم الزمان كان هُناك جبل عظيم يصل الى ما بعد السحاب من طوله وضخامته أين كانت تقبع فوق قِمته مدينة كبيرة يُطلق عليها أسم آفالوم حيثُ كان يعيش فيها مخلوقات اسطورية تكمن داخل اجسادها قوة خارقة تستطيع من خلالها تدمير أي شيء تُريده بإطلاق نيرانها الحارقة وطاقة جسدها المُهلكة.

التنانين الزَرقاء المُتوحشة.

كانت تُسَخر قوتها في الشّر وتؤذي من حولها من المخلوقات المسكينة بشتى الطُرق. لم ترحم صغيرًا أو كبيرًا أو صديقًا أو حبيبًا.

ولكنّ هل تعلمون ما هو الأمر الغريب فيهم؟.

امتلاكهم لأحبال صوتية عذبة يناقضون أفعالهم الخبيثة بألحانهم الجميلة التي تخرج وتُغرد كما تفعل العصافير في الصباح الباكر.

صوت موسيقاهم الرنان كان دائِمًا ما يتطاير مع نسمات الهواء من فوق السحاب بسبب ارتفاع ذاك الجبل العظيم الى أن يصل للعديد من المخلوقات الأُخرىٰ التي كانت تجهل مصدر هذه الألحان الشَجية.

أفعالهم كانت كالسم الذي يدخل الجسد فيُنفى.

وأصواتهم كانت كالبلسم الذي يوضع على الجرح فيُشفى.

وبعد أن حَبَلت مَلِكتهم بمولودها الأول واقترب موعد بزوغ فجرهم وعهدهم القادم التفوا حول قصر الملك ينتظرون بفارغ الصبر بُشرىٰ الصَبيّ الوَليّ. وما هي إلّا دقائق حتى باء انتظارهم بخيبة أمل كبيرة لطخت التاريخ بالعارّ والخزي الأبديّ بالنسبة لهم.

ليس بسبب كون المولود أُنثى فقط بل لخروج مولودة أُنثى خضراء اللون من رحم تنانين ملكية زرقاء لأول مرة في تاريخهم.

فعومِلت المسكينة بأبشع الطُرق فقد كانوا ينظرون لها كشيء يستحيل وجوده في مدينة آفالوم الزرقاء العظيمة.

فتم رميها من فوق الغيوم ظُلمًا وعدوانًا.

ولحسن الحظ. أُنقذت تلك الصغيرة قبل أن تموت على يد طائر أسطوري ملكي يُلقب بعنقاء الطبيعة فعاشت حينها بين هذه المخلوقات وتربت في أحضانهم تتعلم منهم الرحمة والرفق وعاملوها كالعصفور الصغير الرقيق عكس ما كانت تتوقع.

أحيت عالمهم بوجودها الى أن تخطت سن الخمسين فأحست بحاجتها للتزاوج وإنجاب مخلوقات مثلها كي لا تتوقف سُلالتها المُتميزة ولتزرع بذرة وجودها في هذا العالم بالرُغم من نفي عالمها لها.

اشتكت لأحد العنقاوات فأعطتها الحل الأمثل والمشهور آنذاك.

التحول في ليلة القمر المُكتمل عبر شلال إبرينا البنفسجي.

أميرة الغابة السحرية.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن