الفصل العاشر: إختيار المصير.

174 13 8
                                    








كانت تجلس فوق كُرسي طاولة الزينة تنظر الى نفسها في المرآه. تنقل خضراويتيها من شعرها الأخضر المُبلل بعد استحمامها الى السواد الخفيف أسفل عينيها ووجهها المُتعب اثر انهياراتها العديدة.

استعادت القليل من الطاقه بعد تفريغها لكُل المشاعر السلبيه بالبكاء. والصُداع الذي داهمها من التفكير المُفرط بدأ يخف تدريجيًا بسبب نومها لأكثر من ثلاث ساعات متواصله واستحمامها بالماء الدافئ.

الساعه الآن الخامسه والنصف مساءً. كانت تتأمل نفسها في المرآه بشرود والهدوء الذي استوطن اركان الغُرفه ساعدها على الإسترخاء والراحه.

هي أتخذت القرار ولن تتراجع عنه مهما حدث.

لكنها تخاف. تخاف أن تندم فلا تجد سبيل للعوده منه.

سمِعت بعد بُرهه طرقات خفيفة على الباب قاطعه الصمت المُطبق للغُرفه يليه صوت والدتها الرقيق

"ديبارا هل يمكنني الدُخول؟"

كانت تعلم والدتها أنها مُستيقظه بعد أن سمِعت تحركاتها في الغُرفة من خلف الباب. عندما أتت للإطمئنان عليها اثناء نومها كما كانت تفعل طوال فترة قيلولتها.

"أجل"

اجابت بهدوء وبحه في صوتها. فدخلت والدتها بعد أن فتحت الباب ثم أغلقته خلفها ناظرة الى ابنتها الهادئه بشكل مُريب.

اخذت خطوات خافته تتجه خلف كُرسي الأُخرى التي كانت لا تزال تنظر لنفسها وكأنها في عالم آخر.

"ديبارا"

تزامنًا مع همس والدتها خلفها رفعت ديبرا انظرها إليها عبر المرآه.

"أنا أقرأ قراركِ في عينيكِ"

همست قبل أن تمد يدها لدُرج طاولة الزينة تخرج منه مجفف الشعر كي تجفف شعر الصغيرة التي تُراقب تحركاتها بصمت دون إعطائها أيُّ إجابه.

مرت دقائق كان صوت المُجفف هو الصوت الوحيد في داخل الغُرفة والنظرات الصامته كانت تتلاقى بين الفينه والأخرى تُرسِل العديد من الكلمات الصادقه والعميقه التي قد لا يستطيع اللسان النُطق بها.

أنتهت والدتها أخيرًا من تجفيف شعرها الطويل ثم أخذت تُصففه وكأنها تُودع كل خصله من خُصلاته الغزيرة بلمساتها الرقيقه.

"أمي. هُناك سؤال نسيتُ ان أسألكِ إياه"

تحدثت ديبارا تخرُج عن صمتها ناظرة الى والدتها. فأتاها الرد منها بابتسامه تعُج بالألم

"تفضلي صغيرتي"

"لماذا كُنتِ تُخفين لون شعري وعيناي. هل لقوتي سببٌ في ذلك؟"

توقفت فجأه يد سيلينا وكأنها اخذتها على حين غره. لكنها تنهدت

"نعم ولا"

أميرة الغابة السحرية.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن