الفصل العشرون: قاعة التدريب الكبرىٰ.

189 19 17
                                    









في ذاك الرواق المؤدي الى الدرج الخلفي للطابق الثالث أين كانت تتواجد القاعة الكبيرة المخصصة للمتدربين التي تستحل مساحة الطابق بأكمله حيث يُمكنها استيعاب أكثر من مئة شخص. كانت تمشي نيريسا في وسط كلٌ من ديبارا وآرثر المنزعج من تجاهلهن لوجوده أو بالأصح تجاهل الحورية له.

فحينما قرر إمساك الأميرة من كف يدها كبروتوكول ملكي وقفت هي عائقًا بينهم كي تضع كفها فوق كتف الأُخرىٰ التي لا تزال تنصت لشجاراتهم بكل متعة مُتذكرة معاركها مع ماريسا بالرغم من شعور القلق الذي يراودها مما سيحدث داخل القاعة. ولا ننسى ايضًا وجود جيكس الهادئ كعادته مُتأخرًا عنهم بخطوات قليلة يُتابع بملل المشادة الكلامية الروتينية.

"انا حتى لا أعلم لماذا دعوت نفسك معنا!؟ اذهب وساعد الخدم في التجهيز للحفلة واتركنا وشئننا!"

تذمرت نيريسا بصوت هامس وصل لمسامع الجميع حتى الخادم بعدما مر بجانبهم وأعطى الأميرة تحية ثم ألقى على المتحدثة نظرة من دون أي مشاعر قبل مواصلة المسير بلا مبالاة.

"هل نسيتي انها أميرتي وملكتي المُستقبلية أم ماذا؟ ثم إنها تحتاج الى رجل وسيم كي يساعدها في تهدأت اعصابها. ولا تحتاج لسمكة تزيد من سوء حالتها"

"من هي السمكة أيها الحمار!؟"

"ما الذي قُلتيه!؟ هل نعتيني بالحِمار للتو!؟"

"نعم. لقد فعلت هل لديك أي اعتراض؟!"

"بالطبع لديَّ!"

"ضعه في مؤخرتك"

توقف آرثر بصدمة وعينين مفتوحة على وسعها من جرأتها في الحديث أمام سموها بهذه الطريقة. لتتوقف هي أيضًا كي تلتف بجسدها ناحيته بكل ثقة فتحرك معها جسد تلك التي تكاد تنفجر من كتمانها لضحكتها الشديدة حتى أن خضراويتيها لمعتا ببريق من الدموع المتجمعة في اطرافها.

تولت حينها النظرات النارية بين الإثنين زمام إكمال مُهمة تقاذف الكلمات المحظورة فيما بينهم ولم يتوقع أحدهم أن يفتح جيكس -المنسي- فمه للتحدث في وسط هذه الشحنات السالبة.

"هل انتهيتوا من لعب الأطفال هذا؟"

ومن دون سابق إنذار امتلئ المكان بصوت ضحكة تردد صداها في الأنحاء خرجت من اعماق قلب الأميرة لدرجة أن قدميها لم تعد قادرة على حملها فركعت ممسكة بطنها بلا حيلة تُذكر. ونتيجة لذلك تشربت وجوه الثلاثة بحمرة قانية خجلًا من هذا الموقف الذي وضعوا فيه انفسهم ولم يعودوا قادرين حتى على التبرير أو تلميع صورتهم البروتوكولية أمام ملكتهم المُستقبلية.

"اوه يالٰهي. أنا آسفه ولكن فقط...."

تنفست بعمق في وسط حديثها تُحاول استعادة انفاسها المسلوبة لكنّها لم تتحمل الوضع فعادت للقهقة الخفيفة اما هم فلا زالوا كما هم متصنمين بأماكنهم يستمعون لتلك النغمات الجميلة التي تخرج منها. فقد كان صوت ضحكها الواقع على مسامعهم كألحان الموسيقى الشجيَّة. لذا لم يحرموا أنفسهم من الاستماع لها وشعور السعادة في شرايينهم طغى على قوة الإحراج.

أميرة الغابة السحرية.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن