-من وجهة نظر ديبارا.وَصَلَت حافِلتنا بعد أن تجاوزت الساعة الثانية عشر ظهرًا الى مكان التخييم. لم نتعمق كثيرًا داخل الغابة. للمحافظة على سلامتنا من الحيوانات الخطيرة التي من الممكن أن تظهر لنا في أي لحظة كما قال السيد إدوارد.
رُغم ذلك. عند نزولنا من الحافلة وتوجهنا الى نقطة التخييم. كُنا نستمع الى صوت جدول ماء مريح للآذان يتدفق بلُطف قريبًا من مكاننا. أعتقد أنه خلف الأشجار العملاقة التي تحيط المنطقة من جهة الشمال.
لذا قرر المُعلم أن نقوم برحله إستكشافية قصيرة حول المُخيم بعد أن ننتهي من الأعمال المُوكله لنا. حاولت ان اتوقف عن التأمل والبدء بالعمل.
قام الصِبيان بمساعدة المُعلم بإخراج المخيمات من الحافلة، ثم تثبيتها حيث توجد لافتات تدُل على المكان المُناسب في الساحة التُرابية الدائرية الخالية من الأشجار. كان معهم صديقي لوسيان صاحب الشعر الأشقر الطويل يصل لمقدمة كتفه وعينين زرقاء حقيقية وجميلة.
ليست مثلي عدسات زرقاء لاصقة.
كان ينظر لي بها من حين لآخر للتأكد من سلامتي. هو يبالغ كثيرًا وقد اعتدت على تصرفاته بعد أن استسلمت من محاولة تغييره.
أما نحن الفتيات أخذنا مُهمات النساء من ترتيب الطعام الجاهز لتسخينه لاحقًا وتقديمه وصُنع الشاي والقهوة. وفَرْش السِجَاد في الأرضية التُرابية كي نستطيع الجلوس فوقها.
كانت تساعدنا المُشرفة الإدارية السيدة رانيا زوجة السيد إدوارد بعد أن اقنعها المُعلم لحضور الرحلة معنا.
"آه. أشعر بالتعب"
تحدثت سارة الجالسة بجانبي بِإرهاق. فبعد أن انتهينا من مهماتنا جلسنا فوق السجاد نراقب الفِتيان يعملون الى الآن. أظن ان مهمه تثبيت الخيم ليست سهله كما ظننت.
"الأمر مرهق رُغم أن أعمالنا كانت بسيطة مقارنة بالصِبيان"
ردت عليها إحدى الفتيات -اسمها ماريسا- وهي تمضغ العلكة وتُصدر اصوات طقطقه مزعجه منها.
ثم ما لبث أن سمعتُ صوت فتاة أخرىٰ تتنهد بحالميه قبل ان تقول
"يافتيات أنظروا الى جيكس ولوسيان كيف يقومون بتثبيت الخيمة من دون مساعدة المُعلم"
أظن أنها إيرا لست مُتأكدة فقد كُنت مشغولة بتأمل الطبيعة الخلابة التي أراها وأخيرًا في أرض الواقع. أكثر من انشغالي بحديثهن.
لكني لاحظت بطرف عيني التفاف رؤوس الفتيات بفضول الى لوسيان وجيكس في البُقعة التي يثبتون فيها خيمة كبيرة نسبيًا وقد قاربوا على الإنتهاء.
أنت تقرأ
أميرة الغابة السحرية.
Paranormal'ديبارا' فتاة تعيش مع والدتها بعد أن تُوفي والدها قبل ولادتها ببضعة أشهر. عاشت لسبعة عشر عامًا من دون أي مُعوقات حيث كانت تتفوق على زُملائها وتَحصد الكثير من الجوائز بسبب ذكائها العالي. لكن. هناك شيء واحد فقط يُعكر صفو حياتها، وهو أصرار والدتها منذُ...