المقدمة: النَظرة الأولىٰ.

411 20 4
                                    










الماضي.

صباحًا في احدىٰ الغابات الكثيفة امام شجرة كبيرة حيثُ ثُبت اسفلها بِساط. كانت تجلس فوقه امرأه بشعر أسود كثيف يصل لمنتصف ظهرها وعينان بُنيتان. تستقر فوق احضانها فتاة صغيرة بشعر اخضر مُميز وحدقيتان بذات اللون.

جلست مُقابلًا لهن امرأه مُحدبه الظهر تُغطي شعرها وجسدها بعباءه بنفسجيه. لا يظهر منها سوا نصف وجهها الشاحب بتجاعيد شديدة وابتسامه مُريبة.

شعرت حينها الأم بناقوس الخطر يدق. فهي لم تستطع التعرف على هذه العجوز ولم تراها قبلًا في هذا المكان. لكنَّها فظلَّت إلتزام الصمت ومسايرتها. بما أنها لن تضرها او تضر إبنتها.

أو هذا ما اِعتَقَدَتْه.

"طفلتك جميلة ولديها شعر رائع"

خرج صوت المرأه مهزوزًا اثر سنوات عمرها الطويله.

"أجل"

ردت عليها المعنية باختصار وابتسامه مُزيفة تظهر من بين شفتيها.

"ماذا تسمىٰ؟"

"ديبارا"

اجابتها مباشرة تزامنًا مع نقلها لأنظارها الحنونه الى فتاتها. وما إن رفعت كفها تنوي وضعها فوق رأس الصغيرة كما اعتادت ان تفعل. حتى استغلت العجوزة تشتت انتباهها ضاربة الهواء بيدها المليئة بمسحوق غريب. وعند استنشاق الأخرى له سقطت على إثره فوق البِساط نائمه.

حينها. وقفت العجوز من على الأرض بعدما حملت خضراء الشعر بين ذراعيها. وما إن استقام ظهرها حتى بدأ جسدها الهزيل بالتحول الى جسد ضخم يظهر من تحت العباءه التي ترتديها.

شعرها اختفى ووجهها خرج منه شارب ولحيه خفيفين. اما ملامحها فلم تكن ظاهره فقد كانت مغطاه برأس العِباءة.

فجأه. ظهر من خلف هذا الكائن الغريب الذي تحول للتو. كيان اسود كُليًا لا يُرى منه سوا عينين حمراء دموية تُحدقان بجسد الطِفلة التي كانت تنظر لهم بهدوء وكأنها نسمه من هواء الطبيعة لا يشعر بها أحد.

تحدث هذا الكيان موجه حديثه لذو العِباءة بصوت ثقيل ذو نغمه مرعبه ترددت صداها في الأرجاء. لكنها ولسبب مجهول لم تُخيف الصغيرة كما فعلت بالضخم.

"ضعها ارضًا"

"حاضر جلالتك"

وضعها المعنيّ بالأمر ارضًا بحذر وجسده يكاد يهوي من الخوف. فتحرك الظل بِسُرعه خاطفة مُتجهًا ناحية الخضراء التي الى الآن لم تُبدي أي ردت فعل عمّا يجري حولها.

انحنى يقترب من جسدها ووجهها ولا زالت انظاره مُعلقه في عينيها التي ولغرابة الموقف زادت توهجًا كما فعل جسدها الذي بات يخرج منه موجات ذهبيه خفيفة.

ظلّ يتفحصها بدمويتاه لثوانٍ فقط ثم اختفى.

وكأنه لم يكن.




















انتهى.

أميرة الغابة السحرية.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن