-رغــــد-
أشعر بالبرودة تتسلل إلى جسدي ، قربت كفاي إلى فمي وقمت بالنفخ فيهما ، ظهر بعض بخار الماء من فمي ، الخرق البالية التي علي لا تفيد البتة ، لم أكن أشعر بالبرد قبل قليل، في الغالب لأن عقلي كان مشغولاً ، لكنني الآن أشعر أنني سوف اتجمد حتى الموت ، الجو داخل منزل جابي الضرائب افضل من هذا بالتأكيد ومع ذلك لن أعود ، لست حمقاء...
شعرت بخطوات أقدام مسرعة ، ذهبت واندسست في إحدى الأزقة الضيقة ، لا يمكنني السير في الشوارع الرئيسة سيلاحظني الحراس على الفور..
هروب الإماء سوف تحقق به الشرطة والعسس بالطبع، لكن لأننا ممتلكات جابي الضرائب الخاصة فقد تم تكثيف البحث عنا علام يبدو..
كأن كل حرس المدينة يبحثون عنا ...
"إن رأيتما فتيات بملابس متسخة فبلغوا عنهن فورا"
سمعت أحد الحراس يقول هذا لرجلين...
علي الاختفاء عن الأنظار حتى اعثر على ثياب جديدة ، استمررت بتجنب الطرق المفتوحة ، والتزمت الأروقة والطرق الجانبية ، صرخات...
أصوات ضحكات ، كان هذا ما يملؤها ، المكان هنا في الليل خطير ، هذا المكان ليس فيه عصابة ثائر وصديقه أمجد ، هذه مدينة جديدة وأنا حرفياً جارية هاربة...
أمسكت بالحبل الذي فيه خطاف بيدي جيداً..
ليس سلاحا حتى لكنه كل ما لدي الآن ، ولا يمكنني تخبئته البتة أيضا ، ربما الشيء الإيجابي الوحيد الآن أن المكان معتم قليلاً ، لن يميزوا أن الذي بيدي أداة حادة حتى يقتربوا جدا..
يجب أن أستمر بالركض مهما حدث ، لكن إلى أين أتوجه حقا ؟!
لا أعرف الطرقات وهل أنا أذهب إلى بر الأمان أو لا ؟!
قلبي خائف ، أنا أرتجف من الخوف وليس من البرد ، قد فهمت هذا أخيرا...
وفجأة شيء حاد أمام رقبتي...
سكين...
يد غليظة مليئة بالشعر تلتف حول عنقي من الخلف ، رائحته كريهة جدا ، يمكنني أن اشتم رائحة النبيذ من فمه
"أخرجي كل ما معكِ من مال بسرعة"
ابتلعت ريقي متوترة ، أنا مفلسة بشكل واضح...
شفرة السكين على جلد رقبتي بالفعل ، قلت مترددة:
"ليس لدي أي شيء.."
شعرت بساعده يعصر عنقي ويديرني نحوه بسرعة ، ما أن تلاقت أعيننا...
حتى جثى على ركبيته...
قد...
طعنته بالخطاف...
ارتخت مفاصل يده فتراجعت بسرعة للخلف ، نظرت لكلتا يداي المرتعشتين...
أنت تقرأ
ثورة إخوة
Mystery / Thrillerلقطاء ، كان هذا هو اللقب الذي قرر أهل القرية التي يعيش فيها التوأمان إعطاؤه لهما ، ومع ذلك وعلى الرغم من كره القرية لهما استمرا بالعيش في كفن المسن الذي اعتبراه كجدهما ، حتى في إحدى أيام ربيعهم الرابع عشر ، قُرِرَ لهما أن يخوضا مغامرة قلبت حياتهما ر...