الفصل السادس والثلاثون: ثوار

2 1 0
                                    

- أمــجـــد -

بينما أرتدى الجو الغيوم وبدأ بالغناء بصوت الريح ، كان المنظر الرمادي المشاكه للون السماء هو ما أسدل على عيني ، كانت مجموعة من المباني العشوائية التي تبدو مهجورة ، كانت جدران المنازل ملاصقة لبعضها ، كان عدد لا بأس به من جدران تلك البيوت محطما ليشكل بابا لمنزل آخر ، كثير من هذه العمائر عاري الأبواب ، بالطبع معظم النوافذ كذلك كانت مكسورة أو مغلقة بأخشاب منزوعة تصفعها الرياح ، منظر للوهلة الأولى يخيل لرائيه أنه قفر من البشر ، ولكن في الواقع كان هذا هو معقل الثورة...

دخلت لمبنى كان من ثلاثة طوابق ، وعلى عكس منظره من الخارج كان مزدحما ، كثير من هؤلاء فقراء ومعدومون ، لا يملكون خبرة في الحروب والخطط العسكرية لكنهم كانوا يحملون أسلحة ، توقف الجميع عندما رأوني أدخل ، وعلى الفور عُلم سبب مجيئي...

"الزعيم ينتظرك في غرفته"

شقت ابتسامة وجهي ، وتوجهت لهناك ، دخلت الغرفة ورأيت ظهر زعيم ثورتنا مرتديا عباءة سوداء ، ليس عجوزاً أو حتى مسجون سابق ، أو حتى متمرد مطلوب...

كان شاباً نجى من شفى الموت ، الزعيم <فراف> أو من كان سابقآ...

إستدار لأرى وجهه...

الأستاذ عارف...

ذكر اسمه القديم يذكرني بشأن كذبي على أكسم ورغد وثائر حول جهلي بهويته ، فنعم لا يمكنك معرفة هوية الزعيم فور انضمامك للثورة ، والسبب واضح فهو من أجل الأغراض الأمنية ، لكن بعض الإشاعات واسمه المرمز أوضح لي هويته منذ البداية ، لم يكن ذكر حقيقة هويته سيساعدني مع ثائر بل سيعقد الوضع أكثر لذلك كذبت بهذا الشأن ، لكن الآن فأنا تقريبا نائبه...

حتى لو لم يتم الإعلان عن ذلك فعدد لا بأس من الثوار كانت لي يد بطريقة أو بأخرى في تجنيدهم ، فلي قاعدة قوية هنا ، وثم إن <فراف> قربني منه بسرعة، لربما بسبب أننا من نفس البلدة ، على الرغم من عدم احتكاكنا الكبير...

وسمعتي السيئة فيما مضى..

"تحققت من توزيع الثوار في المباني المجاورة ، أحكمنا السيطرة بالفعل على هذه المنطقة ، جهزت أسماء الأشخاص المقرر إرسالهم للمدن القريبة من أجل التوسع أكثر ، إلتقيت بالثوار الذين يجيدون استخدام الأسلحة النارية على قلتهم، لكنني جعلتهم يعلمون البقية الأساسيات على الأقل، كل شيء جاهز لإعطاء الإشارة ، قد وصل الحاكم للمدينة كما توقعنا، كل الذي علينا فعله هو..."

" على رسلك <دجمت>!"

قالها بسرعة مقاطعا...

"آسف على تناول كل شيء بسرعة ، سأكمل مع التفاصيل..."

"ليس هذا ما قصدته!"

قاطعني للمرة الثانية...

هناك شعور غير مريح تملكني...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 06 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ثورة إخوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن