- ثـائـــر -
«كثير من الأمور نظن أنها صعبت الإصلاح ، لكن لا يكون حلها إلا بسيطا»
أتذكر تلك النظرة المهيبة التي تخللت جسدي كالماء الساخن وهو يقول لي هذا..
«انضم لثورتنا يا ثائر ، واثبت نفسك لوالدك»
أتذكر حركت فمه البطيئة ونبرته المدوية هذا الآخر ترن في رأسي...
«قد طردتهما ، غادرا البلدة بالفعل!»
اتذكر صراخي على والدي وأنا أقول هذا...
كنت أمشي مترنحا كجريح يحاول النجاة من معركة ، ذكريات ، كان كل ما يملأ ذهني ، هل الجو مظلم بسبب الغيوم التي تلحف السماء أم بسبب تفكيري ، هل حقا أبي هنا ؟
لكنه كان المخطئ طوال الوقت!
أشعر بقدماي كأنهما رمل يتفتت كلما مشيت عليهما ، نظري مشوش ، حتى استحلت كلمتين كل ذاكرتي...
لما هاتان الكلمتان فقط ؟!
جرت قشعريرة في جسدي ، أود أن أراه..
أرى سبب حالتي هذه...
سبب مصائبي كلها..
لكن من هو ؟!
من يريد عقلي أن يرى؟
أهو أبي أم أكسم ؟
الاثنان كانا كالسوط على ظهري...
لكن تلك الكلمتين ومهما كان هدفي علمت أنها الطريق واحد في الحالتين ، كانتا عنوان منزل أكسم...
حيث أقف أمام عتبة باب لمنزل نائي عن المدينة ، كانت الرياح تنوح بشكل غريب...
كأنها تنعي شخصا قد مات...
- أكــســـم -
اعترف أنني بدأت أشعر بقليل من الوحدة بعد ذهاب رغد و ورد إلى المدرسة ، يبدأ دوام مدرستهما قبل بدء عملي ، لذلك يخرجا قبلي ، نعم قد ألقى ورد في السوق بعد نهاية المدرسة أثناء عمله وشقيقتي بعد أن أعود ، لكن تلك الفترة بين ذهابهما إلى مدرستهما وذهابي إلى العمل تصيبني بالوحدة...
جلست على سريري وأنا أنظر إلى السقف الداكن بسبب الماء ، بطريقة ما سيتعين علينا نحن الثلاثة إيجاد حل مع اقتراب الشتاء ، لا أظنه قد يصمد ، ثم إن الجو أصبح بارداً قد فكرت سابقآ بجلب مدفأة ، لكن يبدو أنه يجب أن اتعجل بذلك ، إلا حرفياً سنموت متجمدين!
فجأة صوت طرق باب!
وقفت بسرعة ، ظننته لأول وهلة صوت خشبة في مكان ما تصفعها الرياح ، لكن صوت الطرق المنتظم لسبب ما بث برودة جعلت شعر جسدي يرتعش ، ذهبت بهدوء إليه ، وقفت أمام الباب ثم وضعت أذني عليه كأنني اجس نبضه ، هناك شخص خلفه بالتأكيد ، الهواء بطريقة ما صار أثقل في الجهة المقابلة ، من قد يطرق باب لبيت نائي عن المدينة يبدو أنه شبه مهجور ؟
أنت تقرأ
ثورة إخوة
Tajemnica / Thrillerلقطاء ، كان هذا هو اللقب الذي قرر أهل القرية التي يعيش فيها التوأمان إعطاؤه لهما ، ومع ذلك وعلى الرغم من كره القرية لهما استمرا بالعيش في كفن المسن الذي اعتبراه كجدهما ، حتى في إحدى أيام ربيعهم الرابع عشر ، قُرِرَ لهما أن يخوضا مغامرة قلبت حياتهما ر...