- رغـــد -
توقفت قبل عتبة باب المدرسة وأنا أنظر للمطر الذي يهطل ، صفع البرق الأرض من بعيد ليحتل ضوؤه المكان، ثم يليه زئير رعده، كل ذلك دفعني إلى أن أتراجع للوراء وأنا أضع ساعداي تلقائياً على عيني ، قد قالوا لنا أن الأمطار ستصبح أسوأ لذلك طلبوا من المغادرة مبكراً ، أنزلت يدي ببطء لأعود أراقب المطر بصمت..
"خذي وأمسكي"
ألتفت إلى ورد بسرعة الذي ظهر من العدم وهو يخلع سترته ويسلمها لي ، أملت رأسي معلنة عن عدم فهمي ليتنهد ويقول:
"اعتدت على العمل في أجواء كهذه بدون قميص حتى ، لا أحتاج السترة حقا...
ولا أود من شقيقك أن يشغل نفسه بسبب إصابتك بالزكام!"
قالها وهو يدير وجهه جانباً ، هل هو فظ؟
أجل هو كذلك ، لكنني بدأت أفهم أنه يحاول أن يكون لطيفاً ، أخذت سترته و بسطتها فوق رأسي لنخرج من بعضنا..
"بذكر خروجنا المبكر..
أعتقد أن أكسم سيفاجأ من عودتنا"
قال ورد ذلك كأنه يخاطب نفسه ، أتعجب من قدرته على الحديث هكذا ، أنا بالكاد يمكنني التركيز على خطواتي لكي لا اتزحلق!
لكن بذكر ذلك سأحاول تصيد نظرت أكسم المفاجئة لثانية قبل أن تختفي بسبب قوة ملاحظته الخارقة تلك وفهمه لكل شيء قبل أن نتكلم...
هذا لو حالفنا الحظ وشغل تفكيره شيء حتى مجيئنا.
بعد مدة استطعت لمح منزلنا من بعيد ، بحكم هطول المطر كانت حدود رؤيتي أقل من المعتاد ، لذلك أتوقع أننا قريبون في الواقع بما أنني شاهدت البيت...
قمت بإلقاء نظرة على السترة التي فوقي لأجدها ملئت أوراقا صفراء يابسة وبعض الطين وبالطبع هي مبللة..
"ورد يجب علينا تنظيف سترتك"
قلت ذلك له بينما أنا أنظر إليه ، لكنه بشكل غريب كان يضيق عيناه كأنه يريد التأكد من شيء ، استغربت ونظرت لحيث ينظر ، كان يدقق على بيتنا كأنه ينظر لنقطة معينة ، جال المنزل بنظري للحظات وأنا أبحث عن سبب شروده قبل أن ألاحظ ما كان ينظر إليه...
كانت كتلة غير واضحة ملقية أمام باب منزلنا المفتوح...
شيئاً فشيئا بدأت تضح...
شعرت بالقلق يتصاعد إلي من أطراف أصابع قدمي...
"ما حظنا مع الأشخاص الملقين على الأرض ؟!"
قالها ورد بتهكم قبل أن يباعد بين خطاه وأفعل المثل ، قد أدركت من هو ذاك الصريع على الأرض ما إن ميزت أنه إنسان...
قد كان هو...
أنزلت سترة ورد من فوقي وجريت حتى سبقته ، كان ذلك الجسد الهامد على الأرض يكبر ويتضح ..
أنت تقرأ
ثورة إخوة
Mystery / Thrillerلقطاء ، كان هذا هو اللقب الذي قرر أهل القرية التي يعيش فيها التوأمان إعطاؤه لهما ، ومع ذلك وعلى الرغم من كره القرية لهما استمرا بالعيش في كفن المسن الذي اعتبراه كجدهما ، حتى في إحدى أيام ربيعهم الرابع عشر ، قُرِرَ لهما أن يخوضا مغامرة قلبت حياتهما ر...