الفصلُ الثامِن عشر

9 2 0
                                    

"لماذا تقول لأختي إنها سنجاب؟"
قالها ليو بصوتٍ فضولي..
"لأنها كذلك"
قالها دانيال بينما يدخل إلى الداخل..
"لكنها ليست كذلك"
قالها ليو بوجهٍ عابس يحاول الدفاع عن أخته بينما يتثاءب تكاد أحداث اليوم لا تؤثر حتى في منامه..
"أجل لأنها كذلك لي وحدي"
قالها دانيال بينما يضع ليو في غرفته وعلى سريره ويغادر قائلا..
"فقط نمّ هنا"
قالها دانيال بينما يغلق الباب..
*وفي مكانٍ آخر*
بعد أن توقفت ماريان البكاء وعادت إلى وضعها الطبيعي وبعد ساعات في مراسِم الجنازة الخاصه بوالِديها لم تكن ترتدي سِوى ملابسها المعتادة وشعرها البُني منسدل على وجهِها الشاحب مِن كثره دموعه التي فاضت في ساعات ليست بالكثيرة بينما عيناها الفضية التي كُلما نظرت إليها رأيت دُراً لا يكاد تلامسه قطرات المطر التي اختفت وصنعت قوس قزح جميلاً..
"آه ليو"
قالتها ماريان بينما تمسح دموعها وتتوجه إلى منزل دانيال بعد أن إنتهت كل المراسم..
"سِناجب غبي.."
قالها دانيال بينما ينظُر إليها بسُخرية حامِلاً كوبين مِن عصيرها المفضل لتلتفِت ماريان وتراه..
"ماذا تفعل هنا؟وأين ليو؟"
قالتها ماريان بإستغراب بينما تنظُر إلى يديه وماذا يحمل..
"ليو نائم تركته في غرفتي"
قالها دانيال بينما يقف أمامها..
"ولماذا أحضرت كوبين مِن العصير؟ هل هذا لي؟"
قالتها ماريان بينما تنظُر إلى عصيرها المفضل..
"لِما قد يكون لك؟انا احب أن أشرب كوبين"
قالها دانيال بينما يأخذ شفطه مِن الكوبين..
"يا لك مِن مغرور كاذب أعطني واحد"
قالتها ماريان بينما تضرِب يده تحاول أخذ كوب..
"ألم يعلمك أحد ألا تلمسي أشياء الآخرين؟"
قالها دانيال بينما يرفع يديه عالياً بعيداً عن طولها الذي لا يكاد يصل إلى كتفيه..
"ألم يعلمك أحد المشاركه؟"
قالتها ماريان بينما تقفز لتصل إلى الكوب ليقوم دانيال بإمساكها مِن خصِرها ليرفعها عالياً..
"تعلمت أن أحافظ على ممتلكاتي بشكل جيد"
قالها دانيال بينما يضحك بإستفزاز على وجهِ ماريان الذي أصبح يشبه حبة الطماطم..
"أنتِ صغيره جدآ أستطيع ان اضعك في جيبي لكن أظنه كبير جداً عليك"
قالها دانيال بينما يبتسِم بإستفزاز بينما ينظُر إليها..
"لست قصيرة بل أنت الطويل"
قالتها ماريان بينما نجحت في أخذ كوب العصير مِن يده..
"على أي حال لقد مللت"
قالها دانيال بينما كان على وشك أن يُلقيها في الأرض لكن بدلاً مِن ذلك وضعها بلطف قليلاً..
"أنت غريب يا رجل, توقعت أن تلقيني أمام سيارة"
قالتها ماريان بينما تشرب العصير بسرعة كي لا يأخذه منها..
"على أي حال أود أن أخذ ليو، سوف أعود للمنزل"
قالتها ماريان بينما تنهي علبة العصير بكل سرعه..
"هل نتوقف عن الأعذار الآن؟ أنتِ لا تعرفين أين سوف تذهبين أو تفعلين"
قالها دانيال بينما يتنهد ويرى حالتها البائسة أمامه تِلك التي كانت كلما ينظُر إليها ببرود وسخرية وقفت أمامه مِن بين جميع الطلاب بضحكة وإبتسامة أصبح يخشى أن يعترف أنه يُحب كم إبتسامتها جميلة في عيناه..
"أنا أعرف، أنا لست طفلة"
قالتها ماريان بإنزعاج..
"ماريان"
قالها دانيال بصوتٍ مرتفع قريب إلى الصراخ لتنظُر إليه ماريان متفاجئة أول مرة يناديها بإسمها كان يقول دوماً سنجابة..
"دعني وشأني"
قالتها ماريان بصراخٍ بينما تبكي..
لم يتحدث دانيال بل مد يده ليمسح دموعها تِلك اليد الخشنه التي اعتادت على حمل السلاح أصبحت تلامس خديها بينما تتساقط دموعها كالأنهار..
"دعي العالم ينهار دعي الخليط بين النار والماء يندمج, لكن لن أدعك وشأنك طالما أني على قيد الحياة, حتى في أحلامك سأكون جزء منها"
قالها دانيال بهمسات لطيفة يصوت يكاد يرق في مسامِعها..
"ٱحبك, سِنجابتي"
كلمة واحدة..ولكن إستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تُقال.. وقتاً مناسباً كما يُقال..
"ماذا؟"
قالتها ماريان بينما تنظُر إليه بعدم تصديق..هل كأنت تحلم؟..
"امم؟هل تودين سماعها بطريقة ٱخرى؟"
قالها دانيال بينما يبتسِم ببرودٍ..
"لا شكراً سمعت ما يكفي"
قالتها ماريان بينما تنظُر إلى الحائِط بخجلٍ..
"إذاً؟"
قالتها دانيال بينما ينظُر إليها بينما يحتسي عصيره..
"إذاً ماذا؟"
قالتها ماريان بينما تتظاهر بالغباء..
"لن أقبل لا كإجابة"
قالها دانيال بينما يبتسِم ببرودٍ..
"ماذا ستفعل إن قلت لا إذاً؟"
قالتها ماريان بينما تنظُر إليه..
"هل تودين زيارة والِدتك؟"
قالها دانيال بينما يرفع حاجبيه بحنق..
"لا قلب لك لكي تقتل حبيبتك؟"
قالتها ماريان بينما تنظُر إليه بعيون مترجية..
"وإن يكن"
قالها دانيال بينما يبتسِم ببرودٍ..
"على أي حال أنت تعرف إجابتي لكن أحتاج الوقت لكي تتحسن أموري"
قالتها ماريان بينما تنظُر إليه..
"ليكن كذلك إذاً"
قالها دانيال بينما يعطيها كوب العصير الخاص به..
"أوه كم أنت لطيف..هذه فارغه"
قالتها ماريان بينما تنظُر إليه بحنق..
"تبا لرومانسيتك"
قالتها ماريان بينما تنظُر إليه بحنق وهي تلقي الكوب في سلة المهملات..
"لنذهب ونأتي بأخيكِ"
قالها دانيال بينما يسحبها ويتحرك..
*في ناحية ٱخرى*
ظلت إيزابيلا صامته بينما تنظُر إلى الحائِط غير واعية لما يحدث..
"لن نظل هكذا طويلاً.. أريد إجابة الآن"
قالها أنطونيو بينما يتنهد بغضبٍ وهم مازالوا داخِل سيارته..
هناك الكثير من الكلام والقليل من الوقت..
مَن سوف ينتصر هل انت أم الوقت..
..
نهاية الفصل الثامن عشر

لحن حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن