٢٩/حديث عميق

680 29 16
                                    


"ابتسمت بهدوء ولكن هذه المرة كانت مختلفة، ابتسم وجهها لكن اعينها لم تفعل" ..
————-

كانا داخل سيارتهما يقابلان البحر بينما هناك قارورة نبيذ احمر بينهما و كل ما كان يسمع هو صوت امواج البحر..

"أعتقد أننا جميعا مثل المحيط تماما" التفت لها ليو بينما يقلب مسدسه بين يديه فور قولها هذا ثم تنهدت بينما تتكئ على كرسي السيارة اكثر تحني راسها ..

"نحن جميعا أزرق عادي على الجانب الخارجي عندما تشرق الشمس نشرق بشكل كبير ونحن سعداء.... ثم عندما تأتي العاصفة  نعبر عن جانب مختلف... حيث لدينا جميعا موجات عاطفية مختلفة لا نتوقعها حقا... ولدينا داخل فريد وجميل مع قصص مختلفة ومستويات عاطفية نسمح للناس بالدخول إليها..."

امسكت خاتم زواجها تقلبه في اصبعها ثم اكملت "ولكن عندما تذهب أبعد من ذلك تحت السطح فقط لدينا مناطق مختلفة نسمح لأشخاص مختلفين بالدخول إليها بناء على مقدار الثقة الموجودة هناك ثم تصل إلى الجزء الأعمق والأغمق والأكثر حزنا حيث لا يعرفه معظمهم... حتى اننا نملك خندق ماريانا حيث لا يمكن لأحد أن ينزل لأنه بعيد المنال ولا نسمح لأي شخص بالدخول لأننا نعتقد أنه قد يتم الحكم علينا إذا سمحنا لشخص ما التغلغل إلى هذا الحد حيث تختبئ كل الحقيقة هناك..."

اخذ قارورة النبيذ في ثم قربها منها لكنها هزت راسها انها لا تريد.. كانت تنظر الى امواج البحر فقط الى ان اتاها صوته بعد كل ذلك الصمت يقول "و كاننا نعرف حقيقتنا ولكننا متعبون جدا من جميع المشاكل التي ربما واجهناها... لذا نهاب ان نسمح لاشخاص ان يصلو الى هذا المكان المقدس المظلم العميق"

"لكنني سمحت رغم انني كنت اهاب الا انني سمحت و انا لست نادما ابدا لانني أتعلم ببطء ما يعنيه أن تكون إنسانا... أنا أتعلم ببطء كيف أسامح الماضي.. كيف تقبل أن الأشياء الجميلة تنتهي في بعض الأحيان، وأنه في بعض الأحيان لا يكون التوقيت صحيحا، وأحيانا تعيق فوضى الحياة الطريق أنا أتعلم ببطء أن النهايات ليست شيئا يجب أن ينزعج منه... ولكن بدلا من ذلك.. أتعلم ببطء كيف أقدر كم كنت محظوظا لتجربة شيء حقيقي ومفعم بالأمل وخفيف في عالم يفشل أحيانا في أن يكون ناعما.. شيء غيرني و لازال كذلك .." امسك يدها يضعها على شفتيه ثم قبلها

اغمضت عيناها بينما تظهر ابتسامة لطيفة على شفتيها ثم قالت " انا قبلا كنت أتعلم ببطء كيف أكون وحدي.. أتعلم ببطء كيف أستيقظ في منتصف السرير كيف اصنع كوبا واحدا فقط من القهوة في الصباح.. كيف أمسك قلبي... وكيف أشغل مساحتي الخاصة...كنت أتعلم ببطء كيفية التوقف عن ملء الفراغات مع البشر الآخرين.. وبدلا من ذلك.. أتعلم ببطء كيفية مواجهة الفراغ نفسه... كيف اشفيه.. لكنني لم اتعلم كنت اقنع نفسي فقط الى ان ظهرت انت.." تكاد تقسم انها رات لمعة في عيناه فور قولها هذا ، امالت راسها فورا تضحك ثم اكملت تقول

القناع الملائكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن