عزيزي القارئ..
قصتنا هذه تدور حول (شهد).. فتاة في الثالثة والعشرين من العمر.. لن أتحدث كثيرا ولن أعطي أي مقدمات عن هذه القصة المخيفة.. كل ما أستطيع قوله إنها تستحق بجدارة أن تكون في هذا الكتاب.أرجوك أن تقرأ القصة.. ولي عودة بعد الانتهاء من قراءتها لأشرح بعض الأمور التي قد تتطلب التوضيح.
الدكتور (.........)
____________________________________من الظلم أن أصف مشاعري بالفرح فقط حين تقدم ذلك الشاب لخطبتي منذ أكثر من سنة.. بل كانت مشاعري تفوق ذلك بكثير.. لقد شعرت فجأة أنني أكثر فتيات العام حظا وسعادة.. فقد كان العريس المنتظر هذا يختلف عن أي شاب أخر وتتوفر فيه صفات من المستحيل تقريبا أن تجتمع كلها في شخص واحد.. لكنها اجتمعت فيه بشكل غريب حتى بدا وكأنه فارس الأحلام الذي نقرأ عنه في القصص لكننا لا نعثر عليه أبدا في عالم الواقع!!!.
لقد كان مهذبا للغاية.. وسيما.. فارع القوام.. حصل على شهادته الجامعية بتفوق من
(الولايات المتحدة الأمريكية).. ومن عائلة مرموقة وعريقة.. ولا ننسى بالطبع ثراءة الفاحش إذ كان يمتلك عددا من المجمعات السكنية والشركات العقارية التي تتجاوز قيمتها ملايين الدنانير!!!.ولحسن الحظ إنني جميلة إلى درجة تأسر قلوب الشباب وتثير حسد الكثير من الفتيات.. وإلا لما خلبت لب عريسي المنتظر هذا واثرت اهتمامه في اللحظة الأولى للقائنا.. إذ التقيت به صدفة في جهة عملي بأحدى وزارات الدولة عندما كان يريد الحصول على موافقة لإقامة مشروع جديد يخص إحدى شركاته.
لا أنكر أنه قد خلب لبي أيضا بوسامته ولباقته عند لقائي به أول مرة.. لكنني لم أظهر له ذلك.. بل عاملته بأحترام وكبرياء كما أعامل أي مُراجع آخر.. إذ كنت بالمقابل معتدة بنفسي وأعرف جمالي سيدير رؤوس أعتى الرجال.. وهنالك فرصة لا بأس بها أن يتقدم أحد الأثرياء لخطبتي يوميا.. ولم أكن مخطئة حين فوجئت بالشاب ذاته يتصل بي في جهة عملي بعد أسابيع قليلة ويعرض علي الزواج!!!.. بل وارح يتحدث عن إعجابة الشديد بلباقتي وجمالي وأخلاقي وثقتي بنفسي حتى أنه طلب منى راجيا أن يتعرف على بصورة أكبر.. وأن نتحدث بضعة شهور عبر الهاتف حتى نعرف طباع بعضنا وندرك مدى ملائمتنا لبعضنا بعضا.
في البدية أظهرت له ترردي رغم أن قلبي كان يتقافز فرحا.. وهي لعبة مدروسة بالطبع كي أظهر له أسم عائلته وثروته ومؤهلاته كلها لا تغريني.. وأنت تعرف كيف تسير تلك الأمور يا دكتور.. فبعد شعور قليلة من تعارفنا.. وبعد اتصالات شبه يومية كنا نتحدث فيها لساعات طويلة عبر الهاتف.. أقدم الشاب على الخطوة الأهم حين زار بيتنا برفقة ولدته وشقيقته.. حيث أظهر في بيتنا شخصية رائعة أسرت جميع أفراد عائلتي وتركت في أنفسهم انطباعا رائعا.. إذ بدا مثقفا ذكيا لماحا مجتهدا في إدارة شركاته.. وليس ذلك الشخص المدلل الذي ظهر على وجه الدنيا وفي فمه ملعقة من ذهب.. بل تبين في الواقع أن له دوراً كبيراً في نمو ثروة عائلته رغم صغر سنه.
أنت تقرأ
حالات نادرة
Mystery / Thrillerدعونا ندخل إلى عالم تلك الحكايات إنها حكايات من الأعماق، ليست من أعماق البحار ولا أعماق الكون بل هي أشد تعقيدا، إنها أعماق النفس البشرية. - أمورٌ مهمة: - كتابُ حالات نادرة، سلسلة تتحدث عن طبيب نفسي يسرد مذكراته التي يتحدث من خلالها عن أغرب الحالات ا...