قرأت في مذكراتك مرة كلمات قلت فيها "لا يعرف الإنسان قيمة ما يملكه إلا إذا فقده، كلانا خسرنا أهلنا و افتقدنا دفئهم في عمر صغير لكني لم أدرك حجم تلك الخسارة إلا بعد أن فقدتهم فعلاً ؛هكذا هم الأشخاص في حياتنا يأتون و يرحلون لنتجرع شوق لقياهم و اشتياق رؤياهم و مرارة فراقهم ، منهم من يعود لنا و منهم من يترك فينا حنيناً إلى آخر نفس .__________𓁹_𓁹_________
إنقضت الحفلة و إنتهى وقت الفرح و حان وقت الكشف عن حقيقة الماضي، حيث اجتمع الجميع مع إيميليا داخل القصر مصغين لقصتها و أثناء جلوسها مرتبكة وسطهم أمسك مينا بيدها و قال:
" كلنا نسمعك لذا هيا يا أمي، من فضلك أخبرينا كل شيء و لا تخافي"
نظرت نحو ابنها و الذي لم يبخل عليها بابتسامته التي أراحت بالها و بينما تأخذ نفس عميق و تنظر نحو الجميع قالت:
" حسناً , سأخبركم بكل شيء… "
{ خرجت يومها من البيت مثل العادة و توجهت نحو عملي حيث كنت أعمل ممرضة في أحد المستشفيات التابعة للمملكة، و قد كانت تلك آخر مرة أخرج فيها …
بعد وصولي توجهت مباشرة نحو جهة الطوارئ و باشرت عملي في إسعاف المرضى و المصابين ؛ و بعد دقائق معدودة جاءت حالة طارئة أدخلوها نحو الغرفة حيث تقدم الطبيب نحوي و أخبرني أن استلمها بنفسي، وقتها استغربت كثيراً من طلب الطبيب فقد كان عملي يقتصر على التمريض و لم أتوقع أن أستلم حالة خطيرة بنفسي و لكني لم أفكر طويلاً و أسرعت للغرفة و يا ليتني لم أفعل …}نكست إيميليا رأسها متذكرة أحداث ذلك اليوم معربة:
{ دلفت للغرفة بسرعة لأجد ؤجلاً متقوقعاً حول نفسه متظاهراً بألم شديد و عندما اقتربت منه لتفقد حالته أخرج قارورة مليئة بسائل مخدر قوي سرعان ما رماه بوجهي، حاولو التراجع لكنه كان سريع جداًمع أنه ليس مصاص دماء و قبض على جسدي و من المعروف أن مصاصي الدماء ضعفاء جداً أمام أي نوع من المخدر و دون أن أشعر فقدت وعيي…}
لويس: قلتِ أنها أول مرة يرسلك الطبيب لوحدك في حالة حرجة أليس كذلك؟
مينا : ذاك الطبيب…
اغمضت جفنيها بحسرة معربة:
" كان الوحيد الذي يعرف حقيقة اني مصاصة دماء بعد الطبيب الذي تربصت علي يده في بدايتي و لكنه كان شخص جدير بالثقة و لم اتوقع أن يفعل ما فعله… "
صمتت قليلاً ثم أسهبت مرة أخرى:
" بعدها تم اختطافي إلى مختبر مجهول تحت الأرض ليبدأوا تجاربهم علي كل تلك السنوات…"
أنت تقرأ
أسطورة ألفي عام من النور -الجزء الثاني من زقاق فرنسا-
Misterio / Suspensoكل شر يواجهه الخير و كل إثم تقابله فضيلة، و لكل إثم و فضيلة ثمن، هذا ما يسير عليه العالم و هكذا بدأت القصة منذ مئات السنين، قصة الفضائل و الآثام، قصة الخير الذي تصدى للشر، قصة روت تفاصيل بطلة وقفت مع أربعة من رفاقها في وجه الظالم السرمدي و خدمه لتحي...