العائلة هي الحاضن الذي يشكل جوهر الإنسان، تمنحه جذورًا عميقة وحبًا لا يُضاهى. لكنها أيضًا، بيدٍ ثقيلة قد تكون السيف الذي يقطع تلك الجذور، ويبدد الأحلام التي نمت في دفئها. في لحظة من الألم، تتحول الوجوه المألوفة إلى مرآة لخيبات الأمل، وتصبح الذكريات العذبة أشباحًا تطاردنا في الليالي المظلمة.
__________𓁹_𓁹_________
وسط منزل راين، طرقت لوكريسيا باب غرفته عدة مرات، حاملة بيدها صينية مليئة بالطعام. صوتها كان يفيض بالقلق والاهتمام.
"سيدي، أنت لم تأكل شيئاً منذ عودتك البارحة. من فضلك، افتح الباب…"
انتظرت عدة دقائق، لكن لم يأتها رد. أغمضت عينيها بحزن، وعادت بالطعام إلى المطبخ. في وسط الغرفة، كان راين مستلقيًا على السرير، ينظر إلى اللاشيء بعيون ذابلة ومُتعبة. كانت الجدران تحيطه كأشباح صامتة، تزيد من شعوره بالعزلة واليأس.
[لا أستطيع الشعور بشيء، ولا التفكير بشيء… كل ما يعتريني هو فراغ لا نهاية له. أيفترض أن أبكي؟ هل أصرخ فحسب؟ لا أرغب بذلك؛ هل هناك شخص أستطيع لومه؟ أم ألوم نفسي؟ لا أرغب بأي من هذا. لا أريد التفكير بشيء.]
كان صوته الداخلي مكتومًا، مغمورًا في بحر من الحزن العميق. أغمض عينيه ببطء، محاولاً النوم، عسى أن يتجاوز هذا الحزن الذي يغمر قلبه .
[ليتني لا أستيقظ مرة أخرى…]
الوقت يمر ببطء شديد، وكأن العالم بأسره قد توقف، تاركًا راين في دوامة لا تنتهي من الألم والفراغ.
في هذه الأثناء، وقفت أوديت أمام الباب، نظرات القلق واضحة في عينيها.
[ما الذي يحدث معه؟ ماذا حدث حتى وصل إلى هذه الحالة المزرية؟ هل هناك شيء يمكنني فعله؟]
مدت يدها نحو المقبض، لكنها تراجعت بسرعة، وكأن لمسة الباب كانت تعيدها إلى واقعها المؤلم. ما إن أبعدت يدها حتى جاء شخص من خلفها وفتح الباب ببطء. التفتت بسرعة لتجد لويس يقف خلفها، يتجاوزها بدخول متعمد إلى الغرفة، ثم قال بصوت هادئ:
أنت تقرأ
أسطورة ألفي عام من النور -الجزء الثاني من زقاق فرنسا-
Mistério / Suspenseكل شر يواجهه الخير و كل إثم تقابله فضيلة، و لكل إثم و فضيلة ثمن، هذا ما يسير عليه العالم و هكذا بدأت القصة منذ مئات السنين، قصة الفضائل و الآثام، قصة الخير الذي تصدى للشر، قصة روت تفاصيل بطلة وقفت مع أربعة من رفاقها في وجه الظالم السرمدي و خدمه لتحي...