مينا ؛ الشاب الذي فقد كل شيء ؛ الشاب الذي كبر وكبرت معه هموم لا تحملها الجبال ها هو ذا يمشي وحيداً لاجئاً إلى المكان الذي لطالما اتخذ منه مكاناً يدفن فيه أحزانه؛ مكان أضحى يحمل ذكريات ثمينة مع من كان أقرب الأشخاص إلى قلبه...
وقف وسط العشب الأخضر الطويل و نظر لتلك المياه المتدفقة التي أشع فيها ضوء القمر المكتمل ثم نظر للمكان الذي وقف فيه مع لويس يوماً ما متبادلين الوعود و أخرج من جيبه القلادة التي أهداها له و فتحها و بينما ينظر لزجاج الصورة المكسورة و الدماء الملطخة عليها فكر...
{ متى بدأ كل شيء؟، متى حدث كل هذا؟ أين نقطة التحول التي جعلتني أعمى لا أدرك شيئاً؟...}
أغلق القلادة و نظر للقبرين الذين حفرهما بنفسه قبل سنوات عدة معرباً:
{ ربما أنا أعرف الجواب بالفعل، لقد بدأ كل شيء في ذلك اليوم؛ اليوم الذي اعتبرته من أجمل أيام حياتي، تاريخ 18 أغسطس الذي لا أعتقد أني سأنساه يوما.}
__________𓁹_𓁹_________
اليوم الثامن عشر من شهر أغسطس، في ذلك الصباح المشرق دخلت كايا ببطئ لغرفة مينا الذي كان لا يزال يغط في النوم و نظرت للمنبه الذي أشار للساعة 6:59 دقيقة ثم ابتسمت و وقفت قرب السرير بينما تخفي شيء خلف ظهرها وما أن أشارت الساعة الى السابعة حتى دق المنبه ليفتح مينا عينيه و تخرج هي مفرقعة الألوان الورقية و تطلقها أمام مينا قائلة بصوت مرتفع:
" يوم ميلاد سعيد!!!"
جلس مينا و هو ينظر للأوراق الملونة المتناثرة حوله بدهشة .
" كايا! "
ابتسمت بسعادة معربة:
" أسفة لكني سأسرق بداية يوم ميلادك لي"
اقتربت من الطاولة و حملت علبة مزينة بشكل جميل و مدتها نحوه قائلة:
" لذا اذا لم تكن تمانع فلنحتفل معاً قبل أن تنزل للفطور."
أمسك مينا بالعلبة و فتحها و كله حماس و إذا بها كعكة صغيرة مزينة بالمكسرات و الفواكه التي يحبها مينا متقنة الصنع و مزينة بشكل جميل جداً ؛ نظر مينا بذهول و لهفة لها قائلاً:
أنت تقرأ
أسطورة ألفي عام من النور -الجزء الثاني من زقاق فرنسا-
Gizem / Gerilimكل شر يواجهه الخير و كل إثم تقابله فضيلة، و لكل إثم و فضيلة ثمن، هذا ما يسير عليه العالم و هكذا بدأت القصة منذ مئات السنين، قصة الفضائل و الآثام، قصة الخير الذي تصدى للشر، قصة روت تفاصيل بطلة وقفت مع أربعة من رفاقها في وجه الظالم السرمدي و خدمه لتحي...