الفصل الستين:- لأني اولفيوس

578 20 205
                                    

التنافس مع الذات هو أرقى أنواع التحدي، ففيه يتجلى سعي الإنسان لتجاوز حدود إمكاناته. لا يكون اليوم كالأمس، ولا يكون غدًا كاليوم. إلا أن الناس غالبًا ما ينقسمون إلى فريقين: فريق يعيش في غفوة الماضي، وآخر يرهبه المستقبل. وهذا التمزق يحول بينهم وبين مواجهة الحاضر بشجاعته وجماله. لكن، كما هو الحال دائمًا، للمواقف رأيها الخاص، التي تعيد تشكيل مساراتنا بطرق غير متوقعة...

 لكن، كما هو الحال دائمًا، للمواقف رأيها الخاص، التي تعيد تشكيل مساراتنا بطرق غير متوقعة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

__________𓁹_𓁹_________

عند مدخل الشبح القرمزي، حيث التقى مينا ونير في مواجهة حاسمة، اقترب منه مارك و وجهه مشدوداً بالقلق ليحمل خبراً صادماً و همس:


"مينا، يبدو أن الفرقة الثانية تواجه صعوبات جسيمة مع الإثم."

عبس مينا في وجهه، بينما انفجر نير ضاحكا قائلاً: "لا عجب أن كيري قد ثار غضبه. كما تعلم، فهو لا يرحم. لذا، من الأفضل أن تكون حذراً وتبتعد عن طريقه."

تجاهل مينا تعبير نير واستدار نحو مارك قائلاً: "أشعر بوجود لويس هنا. سأنقذه بنفسي، بينما تأخذ الجنود وتلحق بوالدي سأتعامل مع هذا الموقف وألحق بك قريباً."

تردد مارك، وتساءل بقلق: "هل ستكون بخير في مواجهته؟"

نظر مينا إلى عيني مارك بتركيز عميق، كأنما ينقل إليه ثقته المطلقة دون أن ينبس بكلمة. وما هي إلا لحظات حتى ارتسمت ملامح الفهم على وجه مارك، فأغمض عينيه بخفة، ثم همس بهدوء: "إذن، نعتمد عليك لإنقاذ ذلك الوغد."

أمر مينا الجنود بالتراجع واللحاق بآرثر، وتبعهم مارك وبينما ينظر لهم نير ببرود، قال: "تُرسل جميع القوات وتبقى وحدك لمواجهتي؟ ألست تستخف بي للغاية؟"

رد مينا ببرود قاسٍ: "لا تعتبر ذلك استخفافاً، بل هو تباين في القدرات. في النهاية، أنت مجرد توأم مصاص دماء ولن تصل أبداً إلى مستوى مصاص دماء كامل. لذا أعتقد أنني جاهز لمواجهتك وجهًا لوجه."

أسطورة ألفي عام من النور -الجزء الثاني من زقاق فرنسا-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن