part 5

63 3 0
                                    

دخلت لأطلب قهوتي ويلفت نظري شاب يحمل كتاب  «كافكا على الشاطئ » ، شعره يميل للبني الفاتح ويرتدي « تيشرتا » رصاصياً وبنطالاً جينز » فاتحاً ، وأمامه قهوة ، ولا أعلم هل وقعت في حبه أم في حب الكتاب الذي بيده ... أنا عادة فتاة خجولة ولا أحب أن أجعل شاباً يشعر أنني أهتم به، ولكني جلست إلى أقرب طاولة لـه وأخرجت مذكراتي .. ربما شعر بنفس الشيء لي أو على الأقل نجحت في أن ألفت انتباهه، ابتسم لي ولم أملك سوى أن أبتسم له بالمقابل
آدم:مرحبا حاولت تخمين اسمك منذ اللحظة التي دخلتي فيها ولكني لم استطع
إيلين: اسمي إيلين.
علم أني لست بريطانية ؛ فأنا أتحدث باللكنة الأمريكية .. رجل يتحدث باللكنة البريطانية ويحمل كتب كافكا ، لن استغرب إن وقعت في حبه أبداً.

كان لبقا جداً ، يختار حروفه بعناية ، حاولت ألا أنظر لعينيه ولكنه ينظر بطريقة تجعلك مجبراً على أن تتواصل معه وتنظر في عينيه .. كم هي ساحرة !

شعرت بالتعب فكان يجب أن أذهب إلى البيت لأنام قليلاً ، أخبرني أنه يريد أن يوصلني للبيت وجدت هذا مريباً ، ولكني أعلم أنه ليس بالريبة التي أتخيلها هنا .. قال لي بطريقة غير مباشرة أننا ممكن أن نصبح أصدقاء بالوقت ، قال ((من يُحب كتابي هو صديقي))... فمشيت معه وأنا لا أعلم حقا أين هو المنزل وأحاول أن أتذكر حتى وجدت نفسي أمامه بالصدفة وصرخت قائلة :
« هذا هو » .. ابتسم

ولم يطلب رقم هاتفي بل أعطاني كتابه وكتب عليه
« إذا أعجبك كتابي ، هاتفيني »... لطالما قرأت : « إنك إن تريد أن تعرفني ، اقرأ كتابي المفضل ....

ربما هو يشبه كتابه للحد الذي يجعله يقول ذلك . دخلت لأجد سام تشرب نبيذا أعتقد ، وكانت قلقة أخبرتها أني تعرفت على ذلك الشاب ، سألتني « ما اسمه » ..

لم أعلم ، لم أسأله ! .. يجب أن أتذكر أن أسأل الناس عن أسمائهم حقا . أخبرتها أنه أعطاني كتابه وكتب لي رقم هاتفه ولم أسأل عن اسمه ولم يسأل هو عن اسمي ، قالت لي : Book nerds

ولم أشعر أنها بخير ، ولكني لم أشعر أنني لدي الطاقة لأقول حرفا ، شعرت أنني سأنام وأنا واقفة ولكني ابتسمت وتمنيت لو أني أعرف اسمه حقا ، قالت سام أنها هي وعمر سيحتفلان غدا بمجيئي وقالت : « لكن يجب أن ترتاحي الآن ... ولكني كنت استلقيت على الكنبة بالفعل ونمت ... استيقظت في اليوم التالي مغطاة ، وهناك ملحوظة بجانبي :

Good morning sunshine

ابتسمت ، واستيقظت بنشاط لأول مرة من أعوام وكأني تركت كل الحمل الذي كان يقلبي على كرسي الطائرة ،

صنعت قهوة سيئة كعادتي لا يشربها غيري، ثم ذهبت إلى الحمام لكي أغسل وجهي وانتظرت قدوم سام وعمر ، ولا أفكر إلا في ذلك المجهول وكتابه وكأني نمت فاستيقظت بلا ماضي سواه .. كأني إيلين جديدة ... ابتسمت لأني لأول مرة منذ أعوام أشعر أنني بخير ..

ما لا نبوح بهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن