part 7

47 4 0
                                    

حسنا إذا انا لدي شركة و احتاج الى مساعدة جيدة ولكن لا أثق بأحد بسهولة، هل يمكن ان تساعديني.

لم أعلم هل هي فكرة جيدة أم لا ولكني وافقت وكان الراتب جيدا

قد مر اليوم بسلام ظاهري ولكن كان بداخلي تساؤلات عديدة لماذا أنا أريد أن أكون معك لهذه الدرجة، ولماذا وافقت أن أكون مجرد مساعدة غبية على أن أكون طبيبة تحت التدريب في أي مستشفى جيدة.. فقط لاكون معه؟؟

ألم أعاني با فيه الكفاية من الحب، ألم آت إلى هنا هربا من وجع القلب، ألم أقسم ألا أقع في الحب مجددا ؟

قطع صمتي وتفكيري ووحدتي خبط على الباب، وجدت سام تبكي... لا أعلم ما بها، لا أعلم أي شيء... كل ما أعلمه أنني يجب أن أحتضنها لتهدأ ، قالت بصوت متقطع: رأيته، كان معها.. رأيته»، لم اكن بحاجة إلى توضيح أكثر؛ فـ «سام» مرتبطة بشاب منذ أربع سنوات، يحبان بعضها كثيرا، يتفهم سفرها الدائم، ولكن من الواضح أنه كان يتقبله لكي يعيش نزواته بحرية.

أخبرتها أني سأعد لها بعض القهوة - فقد تعلمتها من آدم وأن تستحم وتبقى عندي، فبالرغم من كل شيء أنا سعيدة لأني أخيرا سيكون لدي صديقة سكن.

سهرنا للفجر، حكت لي عنه.. كانت تتألم وتشرب نبيدا وكأنها كلما شربت كلما استطاعت أن تتذكر كيف كانت حمقاء وكان أمامها الكثير من العلامات، كانت تبكي وتصارع وجعا لا أرى أنها تستطيع أن تتحمله إن كانت في وعيها، قالت لي:
انفصلنا عدة مرات ولكن كنت أعود دائما، كنت أريد ان اعود كنت اريد ان ارى أملا ان يتغير، كنت فقد انا التي اريد وكنت اغمض عيني عن كل حماقاته، ولكن رغم كل ذلك لم يعد يحبني او ربما ظن اني سأحبه مهما فعل..ولكن ليس هذه المرة ابدا.

ذكرتني بكل ما هربت منه، لم أرد أن أتحدث عما بداخلي، بكيت معها ونمنا معا على نفس السرير. استيقظت صباحاً استعد لعملي الجديد كمساعدة غبية لرجل في قمة الوسامة و الجاذبية لدرجة اني انسى ان امي علمتني كلمه«لا» أمامه.. خرجت لأجده أمام منزلي في التاسعة.

آدم: صباح الخير نسيت أني لم أخبرك بمكان العمل فسأوصلك اليوم ولكني لا أحب أن يتأخر أحد موظفيني عن العمل.

شعرت بالخوف لوهلة كيف يكون ذلك الرجل هو الذي جاء بالكتب أمام باب بيتي، ولكن لا بأس.. ابتسمت له، خرجت وركبت معه.. ركبت سيارته، كانت أنيقة جدا، يبدو لي ليس مجرد مالك لشركة صغيرة؛ فيوجد سائق أيضا.

ركبت لأجد بجابني هدية تبدو صغيرة ولكنها مغلفة جيدا، نظرت له فابتسم، هل يحضر الهدايا لكل من يعمل لديه، لا أعلم ولكني فرحت لأفتحها وأجدها سلسلة رائعة الجمال فقال:

وجدت أن عنقك حر، وكأن ليس هناك أي علامات على مرور رجل في حياتك.

إيلين:وهل يجب أن أرتدي سلسلة لأكون في علاقة 

آدم:بل، لتكوني واقعة بالحب.. فليس بالضرورة أن تقوم كل العلاقات على العشق هناك علاقات تقوم على العشق وهناك علاقات تقوم على الصداقة أو المصلحة، سواء عملية أو جسدية.. الحب شيء نادر صدقيني يا إيلين.
صدمني رده، كم من علاقات أقامها بدافع المصلحة أو الشهوة إذا.

يجب أن أتوقف عن تلك الأسئلة الساذجة، هنا ليس الشرق... هنا كوني في سني وعذراء يعتبر جريمة لجسدي والنفسي، هنا العلاقات فطرة طبيعية وليست خطيئة ولو إن لا يحلله دين.

وصلت إلى الشركة.. كانت مبنى كبيرا وليست شركة صغيرة كما ادعى،  لم يخبرني أنه رجل أعمال أو لا أعلم ما اسمه هنا.. كل من يراه يبتسم له في ود ويقول له:«صباح الخير مستر آدم»... لماذا كل تلك الفتيات رائعات الجمال هكذا.

أوصلني إلى مكتب في قمة الفخامة، كل ما فيه أبيض وبه الكثير من الرسومات على الحائط، أفقت على صوت الباب

وهو يقفل ويخبرني: أحب «فان كوخ» كثيرا فهو يجبر بألوانه ما تهشم بداخلي ورأيت ببيتك أنك تحبين الأبيض.

ابتسمت له ليكمل: أحببت فتاة فأحببته.

كانت الجملة غير صادمة بالنسبة لي، فرجل في الثلاثين قد يكون وقع في الحب مئات المرات.

أفاق وكأنه كان مغيبا وهو يحكي ثم قال: «يجب أن تدوني كل مواعيد الاجتماعات والتسليمات الأمر ليس بهذه الصعوبة هو فقط جديد عليك.

أخبرني كل ما يجب أن أعلم وأخبرته كل ما يحتاج أن يعرفه، أخبرته أني أنسى كثيرا، ضحك وهو يقترب ليخبرني: -لا بأس، سأخبرك مرتين حتى أتأكد أنك دونت ما طلبته منك.

يبدو كأنه يريدني أن أعمل معه ولكن الطبيبة النفسية التي بداخلي تريد معرفة ما به، سبب تحفظه وخوفه الدائم، هو ليس بخير، فقط لا أعلم ماذا يعاني.
تركني وذهب إلى مكتبه الذي يجاور مكتبي ، ووجدت كتب كافكا ، الكثير منها وعليها ملاحظة «حين يتجاهلك مديرك ، اقرئيني »

ابتسمت أخذت أفكر هل أنا أريد العمل معه حقا من أجل المال أم لتضيع وقت الفراغ أم لأجله هو فقط .. ربما كل هذا بنسب متفاوتة

كلمت أمي كالعادة وأخبرتها عن عملي الجديد وكنا نتحدث على الـ « فايس تايم » ، وأريتها المكتب ليدخل آدم فجأة ويجدني أتحدث بالعربية ليبدو عليه الاندهاش ، ثم يقترب وهو صامت ليمسك هاتفي ويرى أمي ولكنها لم تكن ترتدي الحجاب ، وعندما رأته حولت الكاميرا حتى ارتدته وتحدث معها بالعربية بطلاقة .. كنت أنا من اندهش الآن ، وعندما انتهي مع أمي نظر لي وابتسم ورحل .. أخبرتني أمي أنه وسيم جدا ولكني لم أكن أنتبه لها حقا فأخبرتها أن لدي عملا الآن ويجب أن أغلق . ذهبت له وسألته بنبرة غاضبة :

ليش مكتلي انت عربي؟

آدم:لأني مو عربي أبويا عراقي بس ما أعرفه ، طول عمري عايش هنا ، ومن وقت للثاني جنت اسافر للعراق  لحد ما اتعلمت عراقي زين.

لم أصدق هذا الهراء ، فلغته العامية العراقيه كانت طليقة ، وليس مجرد سائح يذهب لبلد أبيه من وقت لآخر .

ليكمل :
إنت هم ما كلتي إنك عربية ولا مسلمة .

إيلين:ما جتي الفرصة .
ليبتسم وكأنه يستخدم كلامي ضدي
آدم:بالضبط مجتي الفرصة.
إنه أول يوم عمل لي في بلد لا اعلم فيها شيئا مع رجل لا أعلم عنه شيئا سوى أن عينيه تسرعان تدفق الدم لشراييني.

***

ما لا نبوح بهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن