وجدت آدم عند باب بيتي ، فتحت الباب ليدخل ، لم ينطق بحرف ... يبدو عليه اليأس أو الحزن ، أو ربما هو ثمل مجدداً ، يا الله ، أرجو ألا يكون في ثمله مؤذياً حقاً .. سألني الكثير عن يومي ولم أستطع أن أستشف من نظراته ونبرته إن كان اهتماماً أو فضول رب عمل
ولكنني أحببته بكل الأحوال . أخبرته عن تفاصيل يومي ، وأردت أن أدخل اسم دكتور فايز في كل شيء ليس لإثارة غيرته ولكن لأكتشف إن كان لديه غريزة الغيرة مثلنا أصلاً .. كان يبدو عليه الحزن ، ولم أستطع أن أمنع نفسي من أن أسأله :
شبيك؟
آدم:شتاقيتلج،اليوم ميعدي من دونج ..
أمسك بيدي وقبل كفي وهو يقول :
- إيلين ...
لم أكن بحالة تسمح لي أن أرد حتى عليه ، كنت بصراع داخلي هل علي أن أسحب يدي منه وأضربه بأول شيء تصل إليه يدي أم أصمت ؟ أصمت وأغمض عيني وأنجرف معه وكأني بقلب العاصفة . عاصفة أعلم أن نهايتها ستكون موتي وأنا على قيد الحياة ، موت
ما تبقى مني .جلس أمامي يدخن وأنا أتأمله ، لطالما كرهت المدخنين ، ولطالما رغبت أن أتزوج برجل غير مدخن حتى يكون قدوة لابني ولكني وقعت بعشق رجل يفعل كل ما هو سيء ، كل ما هو حرام ولكني أحببته على كل حال ، أحببته على الرغم مما هو عليه .. أحببته كثيراً ، أحببت حتى رائحة دخانه لمجرد أنه مر منه وكأني أتنفس نفس هوائه . أتأمله وبداخلي يبكي ، لم الحب بتلك الصعوبة ؟ لماذا علي أن أخبئ اشتياقي وحبي بداخلي ، لم علي أن أمنع نفسي من أن أضمه لصدري أو أن أرتمي بين ضلوعه وأبكي عشقه ، لم كل شيء عليه أن يكون بذلك التعقيد سألته بدون وعي :
لو تحب شخص رح تعترفله؟
صمت وهو يتأملني ويحاول الوصول بنا إلى بر هادئ ، أو ربما كان يدرس كل الإجابات المحتملة لسؤال مثل ذلك من أنثى مثلي ويحاول إيجاد أفضل ردآدم:اللي يحب ميحتاج يكول ، يبين عليه .. ولو ماحسيتي منه بحب يعني هوة ميحبج .. الحب تصرفات مو كلام ..
إيلين: زين واللي كل دقيقة بحال ؟
ابتسم وصمت ، علمت أنه سيجيب عني بصمت لن يعطيني ردا ... سينظر بعيني وسيصمت ... لطالما كرهت الإجابات الصامتة ، ولكني معه اعتدت على الكثير من الأشياء التي أكرهها ، اعتدت على التجاهل والغياب والصمت ، الكثير من الصمت الذي يأكل روحي ولكني اعتدته معه
***