إيلين
5:00 صباحًا
اجلس في المطار احتسي قهوتي، احبها أن تكون ذات طابع فرنسي..ليست ساخنه لا بأس إن كانت باردة فأنا لن أتركها أبدا بكل الأحوال .. أتأمل ملامح المسافرين ، منهم من هو متحمس ومنهم من هو حزين وهناك من هو بلا مشاعر أعتقد ، لا أستطيع أن أتبين من ملامحه شيئا.. ما زال هناك وقت لطائرتي وها أنا بلا أحد لأودعه .. لا أعلم هل أنا متحمسة أم حزينة على ما سأتركه ورائي ، ام انني بلا مشاعر وربما أحدهم يشرب قهوته الآن ويتأملني ولا يعلم ايضا، لا أعلم ولكن حقا هذه القهوة رديئة جدا أو ربما كل شيء في هذا البلد يتسم بالسوء أو أنني فقط أصبحت لا أحب شيئا هنا .. لا أعلمأنتظر أمي لتستيقظ وتصلي الفجر وتدخل كعادتها لغرفتي لتطمئن أنني بخير وتغطيني جيدا ، أنتظرها أن تذهب ولا تجدني وتهاتفني فزعة لتسألني أين أنا وإن كنت بخير أم لا ، لا تعلم أنني لطالما كنت في غرفتي وعندما كانت تظن هي أنني بخير كنت أبكي وأدعي أنني نائمة حتى لا أحزنها ، فقط لو تعلم أنني لم أكن بخير لوقت طويل.. أنتظر لتغضب مني لأني لم أخبرها بموعد سفري .. أنتظر.
٩:٠٠ صباحا
على جميع الركاب المسافرين على رحلة رقم ( ... ) التوجه إلى البوابة رقم ( ... ) والاستعداد للركوب على متن الطائرة . ارتعش جسدي للحظة ، هذه رحلتي .. أأنا حقا راحلة ؟ هل سأذهب الآن ؟ .. فقط خمس دقائق أخرى .. هل يمكن أن أهاتف أمي وأبكي وأقول أنا خائفة ؟ .. وجدتها تتصل لأدعي الثبات وهي تقول : « أنا أحبك وأثق بك .. لا بأس ، كل شيء سيكون بخير .. ابقي سالمة صغيرتي .. لحظة !
لم تسبني أو تلعني، لم تحل غضبها علي ليوم الدين ، لا أعلم ما شعرت به لكني بكيت ، بكيت فراقها وحضنها ، بكيت سخطها لي و نهرها على غرفتي الفوضوية وملابسي الملقاة في كل أنحاء الغرفة ... بكيت مكتبتي الصغيرة وغرفتي ومنزلي ... وأمي ، بكيت أمي وبكيت البحر .. بكيته كثيرا . ركبت الطائرة وأنا أعلم أنني على حافة حياة جديدة ، إما أن أنجو أو أغرق أكثر وأكثر ..※※※