𝕻𝖆𝖗𝖙 8

193 104 290
                                    

≼ Dark Ages ≽
____
________________

⇲ فضلاً تجاهلوا الأخطاء الإملائية ⇱

( ؃ 8:00 )

تدفقت أشعة الشمس المتلألئة من تلك الشرفة المفتوحة، كأنها تهمس برقة إلى بشرة "ليث" الهاوي بجسده على السرير الكبير، حيث كان الخمول والتعب يغزوان كيانه، في لحظة من السكون والهدوء، كأن الزمن قد توقف ليحتضن حالته.

حين شعرت تلك اليدان اللتان تغلغلا بين ثنايا شعره، تمسحان برفق على رأسه، اتسعت عيناه الرماديتان في دهشة نحو تلك الجالسة على أحد الكراسي بجوار سريره. كانت والدته « أليسانت » تجلس هناك، مع أخيه « ثِيـو »، وكأنهما يراقبان تمثالاً متحجراً أمامهما. في تلك اللحظة، استشعر الفزع يتسلل إلى قلبه، وكأنه قد عاد إلى عالم الطفولة، فاندفع نحو « أليسانت »، ليحتضنها بشغف، وقد استقبلته برحابة صدر، كأنها كانت تنتظره لتعيد له الأمان والحنان.

وبتلك الابتسامة اللطيفة، كانت تبعث في قلب الآخر شعوراً بالراحة والاطمئنان، تمسح برفق على رأسه الذي استقر في حجرها، كأنها تداعب همومه وتخفف من آلامه. رفع "ليث" رأسه ببطء، قائلاً بتلك الملامح السعيدة التي زينت محياه، وكأن كل ما حوله قد تلاشى، ليبقى فقط دفء تلك اللحظة وحنانها:

- أمي؟ كيفف خرجتي
من المستشفى !!!

كان « ثِيـو » جالسًا على الأريكة المجاورة، يضحك بسخرية من حال « ليـث » الذي بدا في حالة من التوتر. اقترب منه أكثر، وابتسامة ماكرة تعلو وجهه، قائلاً:

- "فَل تُهدء مـن روعك، أخي، لقد أخرجها جدي قبل قليل، آتينا وأمي جائتك فور دخولها إلى القصر!"

كانت كلمات « ثِيـو » كنسيم عليل، تحاول أن تخفف من وطأة القلق الذي يعتصر قلب « ليـث »، لكن الضحكة التي رافقت حديثه كانت تحمل في طياتها شيئًا من التحدي والمزاح.

حتى رفع "ليث" كفي "أليسانت" مُقبلًا إليهم بلطف، وابتسامة واسعة تتلألأ على وجهه:

- الحمدُ لله على سلامتكِ
يا حلوتي الجَميلة .

تَبسمت "أليسانت" في ذاك الوجه المُبهج حين دنت منه، مقبلة جبينه بلطف، وكأنها تزرع فيه بذور السعادة. ثم قالت، مفعمةً بالبهجة:

- "الحمد لله حقًا على لم شملنا من جديد! هيا، أستقيم لديك أعمالك، فقد تأخر الوقت عليك يا بُني."

رد عليها بحنان:

- "حسنًا، فلتذهبي أولاً مع «ثيو» لتسترخي. وأيضًا، هل فطرتِ؟"

𝐙.𝐀|| لَيـث حيث تعيش القصص. اكتشف الآن