𝕻𝖆𝖗𝖙 18

75 21 336
                                    

≼ Dark Ages ≽
____
________________

⇲ فضلاً تجاهلوا الأخطاء الإملائية ⇱

.
.

توقفت سيارة «ليث» أمام بوابة القصر، حيث ترجل منها، وهو يزيح نظاراته الشمسية عن عينيه. نظر باتجاه الحديقة، فلفت انتباهه مشهد والدته وزوجته وهما جالستين، تتذوقان القهوة في لحظات من السعادة! ومن ملامح وجهيهما وتلك الابتسامة التي تزين شفاههما، بدا وكأنهما يتناغمان في انسجام عاطفي عميق.

حين عجَّ «ثِيـو» بخطوات مُسرعة نحو القصر، تملؤه مشاعر مختلطة لا يمكن تفسيرها! مزيج من الحماس والقلق والتفكير كالموج يتلاطم داخلهُ!

بينما توجه «ليـث» بخطواته نحو الحديقة، ارتسمت على وجهه ابتسامة تنبض بالراحة عند رؤيتهم، حيث هرعت إليه «أليسانت» لتحضنه بسرعة تحت نظرات «إيڤان»، التي تجمدت في مكانها إثر نوبة من التوتر لا تعرف مصدرها، ولكن شبح ابتسامة خافتة بدأ يرقص على شفتيها عندما التقت عينيها بعيني «ليـث» الرماديتين.

فصل « ليـث » عناقه مع والدته، وقبل يديها في احترام عميق، بينما يمرر أصابعه برفق على شعرها، وقال لها، في لحظة تنعكس فيها ملامح « أليسانت » بفرحة غامرة كلما لمحته:

- "هل أنتِ بخير، حلوتي أليسانت؟"

- "أنا بخير، بخير يا نور عيني، لكني أشعر بالاستياء منك قليلاً. كيف يمكنك ترك زوجتك التي تشبه القمر بحجة العمل؟ هذا غير مقبول منك، ابني!"

- "لكن جدول أعمالي مُزدحم هذا الأسبوع، سامحيني."

- "لا، هذا غير مقبول أيضاً، اجلس الآن وأمضِ بعض الوقت معها، سأذهب لأطمئن على ثيو."

هز « ليـث » رأسه بتفهم، ثم عاد ليقبل يدي والدته، وتلك الابتسامة التي لا تفارق محياه. تركته « أليسانت » ورحلت، موجهة له إشارة للجلوس مع زوجته، بينما استمر الآخر في تحريك رأسه ببطء.

تنهد بارتياح، وعاد بنظراته إلى «إيڤان» بقدر من الاهتمام. تقدم نحوها، بينما ظلت هي ثابتة في مكانها، كأنها منحوتة من حجر!

ثم شعرت بيدين «ليث» اللتين أحاطتا بوجهها بلطف، مرفوعًا برأسه ليقبل جبينها بعمق، أحست «إيڤان» ببرودة شفتيه التي لامست بشرتها، فرفعت يديها لتغلف كفّي يديه، وأغمضت عينيها لحظات، حتى همس إليها بصوت منخفض متردد أمام وجهها:

- "كيف حال حَسنائي؟"

- "بِـ بخير، شكرًا لكَ، وأنتَ كيف حالك؟"

𝐙.𝐀|| لَيـث حيث تعيش القصص. اكتشف الآن