البارت الثاني

300 114 48
                                    

كانت تترنح بشدة وهي تدخل إلى بهو المنزل بساعة متأخرة.

- ده لو اتساب لا دا انا يجيلي تعب أعصاب،  لالالا هما اللي تتعب أعصابهم أنا أسيب براحتي.. 

انهت حديثها الذي نطقته بصعوبة اثر كمية الكحول التي تستولي بها مرفقة إياه بضحكة رقيعة، وقفت مكانها عندما أتت داليدا على ذهنها فلتذهب وتتفقدها بالتأكيد تموت قهرًا الآن، غيرت مسارها من الدرج إلى غرفتها فتحت الباب بقوة قاصدة مفاجئتها ولكن هي من تفاجئت بعدم وجود داليدا بفراشها في هذا الوقت،  خرجت تبحث عنها ولكن لم تجدها في أي مكان، اتجهت لمرحاض الطابق الأول ثم وضعت رأسها تحت الماء حتى تفيق لتستطيع ايجاد شقيقتها،  جففت رأسها بمنشفة صغيرة ثم ألقتها بإهمال بعد أن استعادة جزء كبير من وعيها أكملت بحثها داخل وخارج الفيلا ولكن لا أحد، أين ذهبت داليدا؟؟ ، كان هذا السؤال الذي يدور بذهنها ولا تجد له إجابة، وجدت صفاء تخرج من غرفتها وتسير باتجاه المطبخ فنطقت باسمها بصوت عالٍ آمرة إياها أن تأتي إليها. 

-تؤمري بحاجة يا نرمين هانم؟

سألت صفاء بنعاس شديد فهي كانت ذاهبة لملئ ابريق المياه الفارغ لأنها شعرت بالعطش وهي نائمة ولم تجد ماءً بالغرفة، سألتها نرمين بنبرة حاولت إخفاء فضولها الشديد لمعرفة إجابة سؤالها قائلة. 

-فين داليدا؟

ابتسمت صفاء بشماتة بداخلها فبالتأكيد ما أن تعلم إجابة سؤالها ستثور وتحدث مشكلة كبيرة بشدة، نظرت لها بأدب مصطنع..

-في أوضتها يا هانم.. 

-لا مش هناك دورت عليها ومالقيتهاش. 

-أوضتها اللي في الدور اللي فوق يا هانم.

قالتها صفاء بتمهل،  حتى يثنى لها رؤية تعبيرات وجه نرمين بينما الأخرى سألت وهي لايزال الجمود مرتسم على وجهها كأنها لم تسمع صفاء..

-اللي فوق؟

هزت صفاء رأسها بالإيجاب بينما تركتها نرمين وذهبت إلى غرفتها أبدلت ثيابها ثم خرجت متجهة إلى غرفة داليدا،  فتحت الباب دفعة واحدة ثم دخلت إلى الداخل،  كانت داليدا نائمة على فراشها ولم تقلق أو تفزع من صوت إصطدام الباب بالحائط، وهذا ليس من عادتها فنومها خفيف جدًا، ظنت نرمين أنها تنام بعمق بسبب نعومة الفراش بالإضافة إلى أنه مريح بشدة،  ابتسمت بإستهزاء ثم اقتربت تضرب المرتبة حتى تفيق داليدا ضربت مرة أخرى وأخرى ولكن لا حياة لمن تنادي هزتها أيضًا ولكن لا جدوى، نظرت لها باستغراب ثم تفقدت نبضها مازال موجود ليس منتظم ولكن لا خطر أكملت كشفها حتى تعلم ماذا بها؟ فنرمين بالأساس طبيبة ولكن لا تعمل إلا بضع أيام أسبوعيًا، ابتعدت عنها بعدما علمت أنها مغشي عليها وهذا نتيجة حزن وصدمه لم تستطع تحملهما،  نظرت بجانبها وجدت هاتف شقيقتها رفعته ثم أمسكته بالطريقة الصحيحة، رآت صورة حفل الخطبة والرسائل،  ألقت الهاتف بجانب شقيقتها ثم وقفت تناظرها بشماتة قائلة..

غصن الزيتونWhere stories live. Discover now