البارت الرابع

422 104 33
                                    


جلس على أريكة تتوسط غرفة الاستقبال بينما هي تجلس أمامه على الاريكة الأخرى الاطول ممسكة بهاتفها وهي تعبث به بينما تتناول من الشوكولاه التي جلبها،  نظر حول الغرفة وكأنه يرسل لوالدتها أنه يريد ان ينفرد بها وهذا ما قد حدث عندما وقفت "رؤى" مرددة وهي تغادر.

-هقوم اعملكم حاجة تشربوها يا ولاد.

نظر لها بامتنان حتى غادرت، التف يناظر كتلة البرود الجالسة قبالته وقف ثم جلس بجانبها بعصبية وهي لم تلتف أيضًا،  فأخذ الهاتف بغضب وهو يناظرها بمقلتين مشتعلتين مرددًا بصوت خافت مبطن بالعصبية المكبوتة بداخله.

-بقالي زفت شهر متلمتش عليكي من ساعة اخر مرة شوفتك وحتى التليفون مش بتردي عليه عايز زفت تبرير على دماغك..

طالعته ببرود قاتل حقًا قائلة بمحاولة منها لتمرير الأمر. 

-عادي يعني يا أمير مش مشكلة وانا مش بمسك فوني كتير..

اتسعت عينيه بدهشة ملحقًا حديثها بجملة بنطقها باستنكار مستهزء..

-مش بتمسكي فونك!!! اومال مين مرزوعة على الزفت الفون من ساعة ما جيت البيت ؟؟

أنهى حديثه بصوت خافت غاضب،  نظرت إليه وإلى غضبه عروقه واضحة يبدو كالبالون الذي على وشك الانفجار،  وجهه أحمر بشدة ويتعرق بمنتصف فبراير والجو مازال بارد بشدة...

يبدو أن البرود الذي تستعمله لن يجدي نفعة معه هو بحاجة إلى الهدوء لا البرود..

وضعت كلتا يديها على كفه الذي يمسك بهاتفها واقتربت ببطئ قاصدة تهدئته ثم لثمت وجنته اليمنى قائلة بدلال..

-اهدى بس يا ميرو ولله وحشتني أوي بس المذاكرة شاغلاني غير طبعًا مشاغل البيت وشغل ماما حاول تقدرني يا حبيبي..

-مش مبرر مترديش على فونك!

نطق بغضب مفرط، فلثمت وجنته مجددا مكملة حديثها.

-صدقني بمسكه بليل وببقى مهدودة وعايزة انام بكون عايزة اكلمك بس بخاف تكون نمت وأقلقك..

بدأ بالهدوء فما يدور بعقله ليس إلا أنها تحبه، إذا لم تحبه لما خانت صديقة طفولتها من اجله؟

اعتدل بجلسته بعدما كان مائل عليها من فرط غضبه،  اقتربت مقبلة وجنته بجانب ثغره وتلف يديها حول عنقه، داعبت شعره قائلة محاولة امتصاص أكبر قدر من غضبه ناحيتها..

-هيتجمعوا بليل وانا نفسي اخرج هتيجي؟

-آه.

أجاب بهدوء وهو مغمض العينين مستمتع بملمس يديها على رأسه لاحظت تعابير وجهه المرتاحة فاستفسرت منه..

-هنروح امتى.

-بليل هعدي عليكي تكوني جاهزة.

أجاب بهدوء،  شعرت سارة بخطوات والدتها فأزالت يديها سريعًا وابتعدت عنه قليلًا،  دخلت رؤى وهي ممسكة بصنية بها صحن من الكوكيز وفنجانين من القهوة،  وقف أمير مستعدًا للرحيل فوضعت الصنية على الطاولة قائلة فاستفهام. 

غصن الزيتونWhere stories live. Discover now