ركلة على ظهرها كانت كفيلة بإطاحتها عن تلك المرتبة المهترئة التي تتخذها فراشًا لها، وبدون النظر وراءها كانت تعلم الفاعل إنها بالتأكيد شقيقتها الكبرى المدللة، عدت بداخلها من رقم واحد إلى ثلاثة ثم استمعت للجملة الصباحية التي دائما ما تستيقظ عليها.
-قومي يا زفتة تعالي اعملي معايا الفطار.
هي لم تصنع شطيرة بالجبن لنفسها حتى من قبل، هي لا تعلم كيف تستطيع تحضيرها ولكنها تحب تمثيل دور الأخت المضحية التي تعمل ليلًا نهارًا أمام والديها وتظهر داليدا دائما المهملة الكسولة التي لا تصلح أن "تفتح منزل" كما تقول لها دائما، نظرت داليدا لشقيقتها الواقفة بجانب فراشها عاقدة ذراعيها أمام صدرها تنظر لها بغضب لا تتذكر أنه رآتها بدونه من قبل، وقفت على قدميها بعدما كانت واقعة على الأرض اثر ركلة شقيقتها التي أطاحت بها من فوق مرتبتها الموضوعة فوق الأرض مباشرةًا بدون سرير، طالعتها داليدا بابتسامه صفراء محاولة اغاظتها فهي دائما من يعكر صفو حياتها قائلا ببرود.
-ايه يا نرمين مفيش صباح الخير على الصبح كدا
ازداد غضب شقيقتها المرتسم على وجهها وقبضت بقوة على كفيها كانت ثانية أخرى وستبدأ بالصراخ وشد شعرها كالمجنونة أن لم تكن أكبر المجانين بالفعل، ضحكت داليدا بداخلها ف بكلمة واحدة باردة وصلت لهدفها وهو مضايقة شقيقتها فهي دائما تضربها وتريد أن تضايقتها ولكن داليدا تقابل جميع محاولات "نرمين " شقيقتها الكبرى بابتسامة باردة وكلمات مستفزة تجعل نرمين تثور كالمجانين فهي سريعة الانفعال بشكل مبالغ فيه، نظرت نرمين لها قائلة محاولة استفزازها.
-وهيجي منين بس الخير وانت معانا، دا انت زيك زي الفأل الوحش وزفت شبهك كدا
محاولة فاشلة حقًا فداليدا حصلت على رقم قياسي في الردود المستفزة، رفعت رأسها لفوق قليلا تحاول ارسال رسالة لنرمين بحركتها تلك والتي ليست الا "دماغي دايما فوق معاش ولا كان اللي يكسرهالي أو يكسرني انا شخصيًا" لم تكن نرمين بغبية ففهمت رسالة داليدا سريعًا وهذا ما زاد من حنقها، نظرت داليدا في عينين نرمين مباشرةًا قائلة بكل كبرياء العالم.
-الناس بتشوف غيرها بعينيها يا نرمين، يعني الحرامي هيشوف اللي حواليه حرامية والكذاب هيشوف اللي حواليه كذابين..
اقتربت من شقيقتها الكبرى قائلة لها وهي تقصدها في هذه الجملة أما السابقتين كانتا مجرد أمثلة.
-أما بقى الناقص هيشوف كل اللي حواليه ناقصين شبهه عشان ناقص .... يا نرمين.
فهمت نرمين ما ترمي إليه شقيقتها الصغرى مما جعل وجهها يتحول للون الأحمر بشدة، كادت أن ترد أهانتها ولكن نداء والدتهما بأسمائهن قاطعهما، نظرت كلتاهما إلى باب الغرفة ثم حولت داليدا بصرها أولا قائلة لنرمين بابتسامة بريئة مصتنعة.
YOU ARE READING
غصن الزيتون
Romance" وإن كان للسلام أرض .. فأنتِ أرضي وعيناكِ موطني .. فليكن قلبكِ ملكي " 🫒 سعيدة هي متفائله بأن الغد أفضل تحمل فوق طاقتها ولكن لا تأبه بأي شيء مبتسمة ذات وجه بشوش لم تستطع أي محنه احزانها اطلاقًا من يراها يحسدها على سعادتها الوهمية فهي مجرد ستار تغطي...