غصن الزيتون

البارت الرابع عشر

جذبت رؤى ابنتها بهلع إلى داخل المنزل ثم أغلقت الباب، وقفت تنظر حولها بتوتر لا تعلم ما يجب عليها أن تفعل وبخوف ركضت للمرحاض وأخذت زجاجة كولونيا لتعود لابنتها وتبدأ في سكب كمية كبيرة على وجهها ورقبتها لتفركهم بأناملها، بدأت سارة بإستعادة وعيها لتبكي رؤى وهي تحمد الله على صحوة ابنتها نظرت سارة لها بتيه ثم تذكرت ما حدث لتنخرط في بكاء مرير، جذبتها رؤى لأحضانها وهي تربت عليها بقهر قائلة لتهدئها ..

- بس خلاص اهدي يا قلب ماما ..

شهقت سارة ثم صرخت باكية بقهر انبثق من صوتها ..

-طلقني يا ماما، خلاص طلقني  ..

ثم أكملت بكائها بنحيب لتسندها والدتها وتدخلها في الغرفة المجاورة لغرفتها وأجلستها على الفراش ثم أكملت تربيتها على ظهرها حتى هدئت سارة ..

- قومي خدي دش عقبال ما اجهز الأكل ..

هتفت رؤى بابتسامة لتجيب سارة عليها بحشرجة اثر بكائها ..

- مش عايزة أكل ..

زمت رؤى شفتها قائلة بإحتواء ..

- طب قومي خدي دش يلا ..

كادت سارة ان تملي عليها رفضها لتوقفها رؤى موجهة إياها نحو المرحاض ثم اتجهت للمطبخ لتعد لابنتها بعض الطعام حتى تستعيد بعض من قوتها .. بينما دلفت سارة المرحاض وهي ترتجف بشدة محاولة السيطرة على بكائها وهي تتذكر ما فعله بها أليكسندر ..

وقفت أمامه تبتلع لعابها وهي متأكدة أنه لم يستمع لما دار بينها وبين أمير لعدم تعلمه للغة العربية ..

- عزيزي، الأمر ليس كما يبدو لك 

هتفت بإرتجاف فبالطبع ماذا سيظن بها وهي في بين رجل غريب ليلًا، مازال على هيئته الشرسة ولكن لوهلة لم تشعر بنفسها سوى وهو يدفعها داخل الشقة بقوة لتسقط أرضًا بينما أمير يشاهدها بشماتة واضحة، تأوهت بألم ثم هتفت بإستنكار ..

- ماذا تفعل ؟

دلف أليكسندر إلى الشقة ببرود ثم أغلق الباب خلفه بالمفتاح لترتجف قليلًا عندما وجدت أمير يقف بجواره قائلًا بتشفي ..

- أتريد مساعدة ؟

- شكرًا ..

هتف أليكسندر بقوة أجفلت سارة لتهته قائلة ..

- هو في اي ؟

- لا شئ ..

اجاب أليكسندر لتتسع حدقتيها برعب وفزع عندما فهم جملتها فمن الممكن أنه فهم ما دار بينها وبين أمير اذا كان تلصص عليهما، انتفضت واقفة من مكانها لتجد صفعة قوية من أليكسندر أسقطتها أرضًا بقسوة لتدمع عينيها بألم امتزج بالرعب ..

- انا هنا تستطيعين قتلي ..

هتف ساخرًا بمرارة ليجذبها من شعرها فصرخت عاليًا ثم هدر بها غاضبًا ..