سكبت كوبين من الشاي ثم أمسكت بهم متجهة إلى الفراش حيث يجلس زوجها..
-تسلم إيدك ..
هتف داوود وهو يلتقط الفنجان الخاص به، بينما التفت هي لتجلس على الجانب الاخر من الفراش ..
تنهيدة حارة خرجت من بين شفتي زوجها لتنظر له بصمت فهي تعلم ما يشغل تفكيره ويسرق النوم من عينيه ليلاً، حاولت الحديث ولكن كل مرة تغلق فمها غير قادرة على ترتيب أفكارها أو الحديث بفوضى حتى ..
-قولي يا حبيبتي.
هتف داوود بتعب واضح فطالعته بآسف ثم ارتشفت من فنجانها قائلة بحيرة..
- مش عارفة والله يا داوود.
صمتت للحظة ثم ضمت شفيها وهي تطالع اللا شئ سرعان ما عادت ببصرها لزوجها قائلة.
-البنات عمرهم ما هيقربوا من بعض، لو كان في فرصة قبل كدة فمبقاش في من ساعة ما سيبنا داليدا تضرب نرمين .
كان يعلم هذا ولذلك لم يرد أبدًا أن تتشاجر الفتيات بتلك الطريقة.
-وفي نفس الوقت داليدا مش هتعدي بسهولة..
هتفت ناريمان بحيرة لزوجها الذي يطالعها بتركيز ..
دعك بين عينيه ثم نظر لها قائلًا وهو يمسك بيدها في محاولة منه أن يطمئنها..
-ناريمان، ممكن متفكريش في أي حاجة ومتخافيش عليهم مش هسمحلهم يتجاوزوا حدودهم تاني ..
-بس هما مش هيسكتوا يا داوود!
-آخرهم كلام يا حبيبتي إنما أكتر من كدا لأ.
طالعته بإستفهام فأوضح حديثه على الفور قائلاً..
-مش هينفع نكبت مشاعرهم زيادة عن اللزوم، كفاية عليهم خناقاتهم إنما قلة أدب لأ..
حركة رأسها بإيجاب دلالة على فهمها قائلة ..
-صح صح، وبصراحة نرمين بتنكش داليدا في الرايحة والجاية، مش هقدر أمنعها ترد..
وضع يده على ظهرها وبدأ بالتربيت عليه بلطف قائلاً..
-بالضبط كدا يا حبيبتي..
هزت رأسها ثم التقطت فنجانها لتكمل إحتساء الشاي بينما يحاول كلاهما تشتيت رأسه حتى لا يفكرون بأمور سلبية تضايقهم..
*************************
ترجلت من سيارتها بهدوء وهي تطالع المنزل وتمشطه بعينيها ثم نزعت نظارة الشمس الخاصة بها لتتيح لنفسها الرؤية بدقة أكبر، نظرت خلفها وجدت الحرس يجلبون الحقائب ووالدتها تترجل من الناحية الأخرى، التفتت مرة أخرى تطالع المنزل وبدأت بالسير بإتجاهه بخطى بطيئة..
بدأت ذاكرتها تسترجع ذكرياتها هنا في هذا المنزل وبين ثناياه، وكيف تنسى وأحد أحلامها تحقق هنا في هذا المكان بالضبط، اقتربت من باب المنزل لتدق عليه ولكن للحظة تصنمت يدها قبالتها وبدون إرادتها وجدت قدميها تقوداها إلى خلف المنزل حيث توجد الحديقة وحمام السباحة بدأت قدميها أن تسرع في خطواتها ثم وقفت عندما طالعت ما تريد رؤيته ... تلك الشجرة الضخمة التي كانت تود رؤيتها منذ زمن، ارتعشت أوصالها وبدأت تشعر بالبرودة الشديدة وهذا ما يحدث عندما تراودها تلك الذكرى بالأخص، لم يعد بإستطاعتها التنفس بطريقة طبيعية فبدأت تنهج بقوة وكأنها كانت تركض لأميال ..
![](https://img.wattpad.com/cover/369004349-288-k642554.jpg)
YOU ARE READING
غصن الزيتون
Storie d'amore" وإن كان للسلام أرض .. فأنتِ أرضي وعيناكِ موطني .. فليكن قلبكِ ملكي " 🫒 سعيدة هي متفائله بأن الغد أفضل تحمل فوق طاقتها ولكن لا تأبه بأي شيء مبتسمة ذات وجه بشوش لم تستطع أي محنه احزانها اطلاقًا من يراها يحسدها على سعادتها الوهمية فهي مجرد ستار تغطي...