البارت الثالث

319 109 84
                                    

-هي كدا لازم تقعد أكتر ولا عادي ناخدها؟

سألت ناريمان تمارا ببكاء، مما أدى إلى أفأفت نرمين قائلة بإشمئزاز..

-أوف يا مامي سيبيها ما تولع..

كل من ناريمان وتمارا ومعهم رائف نظروا لها بحقارة فأدارت وجهها الناحية الأخرى بصمت، يبدو أن ما قالته لم يعجب الأمير الوسيم!!

-لحد الصبح بس يا طنط..

طمئنتها تمارا وهي تومئ بعينيها..

-خلاص هبات معاها. 

-لا طبعا يا حبيبتي أنا معاها،  روحي استريحي وتعالي الصبح نروح كلنا سوا.

رفضت ناريمان مما أدى إلى تزايد إصرار تمارا بذهابها إلى المنزل، بعد قليل كانت تمارا تشاهد داليدا النائمة بهدوء بينما دلف عليها رائف بأكياس ورقية لأحد المطاعم ومشروبات غازية ، بعدما تأكد من اصطحاب نرمين لوالدتها وذهابهم..

-ابسطي يا قطة جبتلك الأكل اللي بتحبيه..

نظرت له بابتسامة راضية فبادلها الابتسام بينما يخرجان الطعام فكليهما لم يتناولوا شيئًا منذ وجبة الإفطار التي مر عليها أكثر من خمسة عشر ساعة..

-عملت ايه في أمستردام؟

سألت تمارا بينما تغمس شطيرة الشاورما التي بين يديها بصوص التومية،  أجابها رائف بعد أن رشف من مشروب الريدبول الذي بيده قائلًا..

-ولله ياستي المؤتمر كان حلو، والناس اللي حضرت سواء من العرب أو الأجانب كانو عاقلين ودا خلى التواصل ما بينا أسهل لأن دماغهم حلوة..

أومأت له بفم ممتلئ بالطعام، فأخذ يروي لها المواقف والقصص التي حدثت له في أمستردام، أخذ يروي بالتفصيل كل شئ فهو وتمارا أشبه بالأب والابنة لا الأخوة، مقربون وبشدة...

-بتهزر... الراجل قالك كدا بجد !!! ، وانت عملت ايه؟؟؟

هتفت بتقطع بينما هي غارقة بضحكاتها بشدة اثر ذكره لها بأن في أخر ليلتان له بأمستردام أحد رجال المؤتمر وقد كان إيطالي الأصل  قام بالتحرش اللفظي به..!! 

-هربت طبعًا ، ملناش في الحرام ولا القرف ده.

هتف بإشمئزاز أخر كلمتين فمن حقه إن الأمر غير الدين مقرف وبالدين محرم، وحد الله على مثلي الجنس سواء ذكر أو أنثى القتل  إلا من تاب توبة صادقة إن الله غفور رحيم ومن أكمل واستمر فإن عذاب الله لهو العذاب الأليم، أي لا ألم كالألم الذي سيحصل عليه كل من عصى أمر الله يوم القيامة فاللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين...

-هو ايه اللي حصل بالضبط؟

سأل شقيقته وهو يشير برأسه ناحية داليدا الغائبة عن الوعي،  نظرت لداليدا ثم أعادت بصرها لأخيها مع تنهيده حارة خرجت من بين شفتيها قائلة بتعب..

غصن الزيتونWhere stories live. Discover now