بارت6: حقيقة قوة الصداقة في الإنمي

16 2 0
                                    


لماذا يركز الأنمي الياباني على الأصدقاء وقيم الصداقة⁉️

منذ عدة أيام، وحينما كنتُ أتصفح مقاطع الـ"shorts" في اليوتيوب، ظهر لي مقطع لرجل سوريّ يقيم في اليابان ويعمل هناك، يتحدث مِنْ خلال المقطع مع أحد معارفه اليابانيين في العمل ويمازحه أمام عدسة الكاميرا، بينما يقول بالعربية "إنه صديقٌ لي، رغم أنه لا يوجد أصدقاء هنا في اليابان...!"

جعلتني هذه الحقيقة أضحك أولًا، كما أراد الرجل مِنْ قولها. ولكنني بعد ذلك أدركتُ شيئًا مهمًا! لا أصدقاء في اليابان إلا نادرًا؛ بالفعل، الناس هناك متحفظون كثيرًا وعمليون ومنشغلون دائمًا، وقلّما تصادف علاقة ودية بين شخصين كصداقة حميمة حقيقية. فحتى الخروج مع الأصدقاء عندهم لا يتم إلا بتحديد موعد مسبق قبل عدة أسابيع! اليابانيون بطبيعتهم هكذا، لطفاء وودودون ولكنهم لا يقيمون الصداقات كما نعرفها نحن، وقد كنتُ متأكدًا مِنْ ذلك بفضل متابعتي لذلك المجتمع لفترة طويلة.

هذا الأمر يكشف لنا الإجابة عن تساؤلنا الأزليّ، لِمَا كل هذا التركيز على الأصدقاء؟ حتى أنَّ بعض المتابعين يسخرون من هذه الأمور بوصفها "قوة الصداقة" أو ما شابه ذلك. بإدراكنا للنقطة السابق ذكرها، يمكننا معرفة أنَّ المؤلفين اليابانيين يحرصون على تعزيز قيم الصداقة في أعمالهم الفنية، لأنَّ كل عمل قصصي يجب أنْ يهدف إلى تحسين المجتمع، ولو قليلًا؛ وتختلف تلك القيم التي يقدمها العمل بحسب المجتمع المستهدف.

في المجتمع الياباني، يوجد شرخ ضخم حول مفاهيم الصداقة الحقيقية، ولا يختلف فن "المانجا" عن غيره من الفنون في أنه يستهدف تعزيز القيم التي يفتقدها المجتمع المعنيّ. مثلًا، لو أنني كاتب روائي في مجتمع يسوده الجهل، فعليّ بالطبع أنْ أحاول تعزيز قيم العلم في روايتي القادمة إنْ استطعت ذلك، بل في الحقيقة فإني سأفعل ذلك لا إراديًا! وقصص مانجا الشونين تستهدف في المقام الأول المراهقين الذين هم الطبقة الأحسن في المجتمع في أنْ نعرض عليهم "قوة الصداقة"؛ بالإضافة إلى ذلك، يكتب المؤلف تلقائيًا عن القيم النبيلة التي يفتقدها مِنْ حوله وفي نفسه، لذلك يكتب اليابانيون عن الصداقة ويبالغون في شاعريّتها. هكذا هو الأمر، بكل بساطة!

✍️ بقلم: #عُبيدة

رأيي الشخصي عن قصص الواتباد (تطبيل+تسفيل👌🏻😎) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن